شركة كماسة للمناجم تهدد الأمن الغذائي بجماعتي أنكال وأزكور باقليم الحوز

- 8بقلم:محمد ايت الحاج /فاعل جمعوي و طالب باحث
ليس حبا فيكم أو لسواد عيونكم يا ساكنة أنكال وأزكور تمت تهيئة الطريق المؤدية إلى هاتين الجماعتين المتواجدتين على هامش المغرب غير النافع قرب مدينة أمزميز،لو كان الأمر كذلك لتمت تهيئة الطريق المؤدية لأنكال عن طريق ‘ايت حامد’ أيضا ، حيث الدواوير المتواجدة على الضفة اليسرى بقيت معزولة إلى اليوم لا لشيء إلا أنها ليست بها معادن !!!
لقد تم إنجاز الطريقين طمعا في استغلال المناجم والثروات المعدنية التي تتميز بها المنطقة، انه الجشع بعينه ما يدفع كماسة المستغلة للمنجم لنهب أطنان من الذهب و الفضة والزنك والكوبالت يوميا .كل هذه الثروات مقابل دريهمات قليلة لصالح المجلس الجماعي.
قبيل سنة تقريبا وأثناء تجديد رخصة استغلال المنجم المتواجد على تراب جماعة أنكال، قامت أصوات حرة من المجتمع المدني تدعو إلى الاهتمام بالساكنة وإدماج أبناء الجماعة في الشركة بشكل قانوني واعتماد ما يسمى بالمسؤولية الاجتماعية للشركات RSE في التعامل مع المحيط بما في ذلك الساكنة، ومراعاة البعد البيئي في استغلال المنجم.
تم بعد ذلك عقد لقاء بين فعاليات المجتمع المدني بحضور السلطات المحلية بقيادة تزكين. و بحضور ممثلين عن “كماسة”. خلال هذا اللقاء تم عرض مطالب الساكنة المشروعة ، كما قام ممثلو الشركة بتقديم وعود بدعم الجمعيات والتعاون معها أسوة بما تقوم به الشركة في مناطق أخرى من المغرب.
إلا أنه بعد مرور حوالي سنة من هذا اللقاء الذي اتفق فيه الحاضرون على تشكيل لجنة من المجتمع المدني والمجلس الجماعي و”كماسة” تم طي الملف ولم تشكل اللجنة كما بقيت الوعود حبرا على ورق.
خلال الأيام القليلة الماضية بلغ إلى علمي أن سكان دوار “تلفتين” المتواجد على تراب جماعة أنكال قد جف صبيب المنبع المائي الذي كانوا يتزودون منه بالماء و السبب حسب الساكنة هو عدم مراعاة البعد البيئي في استغلال المنجم، كما لوحظ أن مياه عين إمنتلا في تراجع مستمر منذ بداية الأشغال بهذا المنجم “المشؤوم”. وبهذا يكون مصير هذين المنبعين مجهولا وذلك ما يهدد الأمن الغذائي لسكان جماعة أنكال.
للأسف في 2017 هناك مغرب نافع وآخر غير نافع ، لا زال الفقر يستشري وسط جماعتنا و نحن صامتون منتظرون المهدي أن يبشرنا بتغير حالتنا الى الاحسن. بالله عليكم ماذا تنتظرون؟ فإقليم الحوزمن أكثر الأقاليم فقرا بل يتجاوز الريف و الحسيمة من حيث الفقر والفوارق الاجتماعية.
لقد استغلوا أمية وجهل آبائنا في الماضي وحتى يومنا هذا. فهل سنسمح لهم باستغلالنا نحن أيضا ؟ أهذا هو قدرنا ؟ إلى متى يستمر صمتكم وأنتم تجرون وراء الدراهم في مقاهي الدار البيضاء؟ بينما الدهب ينهب من تراب جماعتكم ؟ أليس منكم رجل حكيم ؟ كلها تساؤلات لشاب غيور على جماعته ويطمح أن تبلغ مراكز متقدمة من حيث التنمية، ولا يريد أن يرى الفقر في بلدته،ولا يريد أن ينقطع أبناء بلدته عن الدراسة بسبب الفقر،ولا يريد أن تموت أمه بسبب بعد المستشفى وضعف الخدمات المقدمة فيه.
أظن أن الرسالة قد وصلت وأنكم شباب أنكال وأزكور واعون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقكم.
بالنضال يتحقق المستحيل ولكم في الريف عبرة يا أولي الألباب.
#اللهم_إني_قد_بلغت