آخر مهمة للعماري …. قتل “البام”

عنوان هذا المقال ليس حكم قيمة ، بقدر ما انه ليس تهمة نحاول البحث لها عن أسباب لاتباتها . بل معناه يحملنا على تساؤل مقلق يستفز العقل الحزبي بناءا على ظروف ترتبط بصيرورة حزب الأصالة و المعاصرة في علاقته بالمشهد الحزبي الوطني و بالحياة السياسية داخل وطننا حاليا . أسباب هذا التساؤل يفرضها الفراغ التنظيمي الموالي لتقديم السبد إلياس العماري لاستقالته من الأمانة العامة للحزب وما تلاه من جمود تنظيمي لهياكل الحزب أنتجت تشنجات سلبية في علاقتها بمحطات سياسية تستوجب قوة الحضور التنظيمي، على غرار الانتخابات البرلمانية الجزئية وتداعيات الاستقالات الناتجة عن تدبيرها الغامض . كما أن تأجيل مجموعة من المؤتمرات الجهوية و اختفاء التنظيمات الإقليمية عن ممارسة أي نشاط سياسي او تنظيمي جعل الكثير من المنتسبين لهذا الحزب يفتقدون لأية بوصلة تحدد لهم ما يجب القيام به في خضم ساحة سياسية تقتضي التحرك و اتخاذ مواقف بناءا على الدور التاطيري المناط أصلا بكل حزب سياسي مفروض فيه قانونا و أخلاقيا الاصطفاف اليومي مع المواطنين وتحديد مواقفه من كل حدث مرتبط بمشاكلهم. لذلك ، فتوقيت إعلان السيد إلياس العماري لاستقالته لا تخدم إلا أجندة واحدة ، أجندة قتل حزب الأصالة و المعاصرة حتى وإن كانت غير حاضرة في ذهنه . فاحتساب المسافة الزمانية بين تقديم تلك الاستقالة و الزمن البعدي الممكن تفعيلها وجعلها سارية المفعول لن يخدم الحزب في شئ إلا تجميد هياكله وزرع بدور الشك في المنتسبين له خاصة مع استحضار حقيقة التنظيم الحزبي في بلادنا و ارتباطه التاريخي بامناىه العامين ضدا على أية محاولة من البعض في الإدعاء المزيف بعدم شخصنة العمل الحزبي ، لأن حقيقة التاريخ السياسي لبلادنا وواقع التنظيم الحزبي داخله سيفند حثما أية مقاربة تسعى إلى تسويق غير ذلك مهما كانت صادقة النوايا.
فأن يقدم الياس العماري استقالته في شهر غشت و يتم إحالة الحسم فيها إلى غاية اجتماع المجلس الوطني في شهر أكتوبر او بعده ، فإن المسافة الزمانية تحيل على هدر الكثير من الزمان السياسي الذي لا يتحمل تبعات الجمود و الانتظارية. ثم ماذا لو لم يقبل المجلس الوطني تلك الاستقالة؟ ألن يكون الأمر تمديدا لأزمة قيادة في الحزب وغيابه عن محطات تستوجب حضوره فيها بشكل قوي و فعال ؟
وسؤالي للسيد إلياس العماري ، نعم لقد أحسنت فعلا حينما قررت بعث رسالة في غلاف درس للنخبة السياسية مفادها ضرورة التفاعل مع المواقف الكبرى للمؤسسات الدستورية- خاصة المؤسسة الملكية- من النخبة و الأحزاب السياسية ، نعم لقد توفقت في تحويل ضغط الأزمة وواجب الخلخلة إلى معسكر الخصوم المقبلين على التمديد لؤمناىهم. نعم لقد نجحت في مجارات مضامين الخطاب التاريخي لجلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش وضرورة تحمل النخب السياسية لمسؤوليتها في ضل الفشل الذي ابانت عنه وطنيا . لكن ، وبكل واقعية ، لقد اخلفت الموعد مع حزبك و مع المنتسبين إليه و المواطنين الذين وثقوا في حزب الأصالة و المعاصرة. كان من الأجدر ان تربط استقالتك بالمؤتمر الوطني القادم للحزب ، اولا من باب تأدية الأمانة أمام من انتخبك لتسيير الحزب طوال ولاية كاملة، ثم الحفاظ على ديناميكية هياكل الحزب التنظيمية و على واحب الحضور إلى جانب المواطنين دون اي هدر لكثير من الزمان السياسي ودون المرور جنب محطات سياسية تستوجب التموقع في وسطها لا خارجها. فمهمتكم التي كلفكم بها كل مناضلي الحزب هي احياىه وتقويته ، ولن نرضى أن تكونوا مكلفين بمهمة أخرى ، على غرار مهمة قتل الحزب لأي سبب كان. نحن لا نتهمكم، فقط نسألكم من باب الانتماء الحزبي المشترك.
بقلم :عمر علاوي/رئيس جماعة تزارت باقليم الحوز