تقرير عن الندوة العلمية المنظمة عن بعد

“التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والصحية لجائحة كورونا: محاولة للفهم”
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين
نظم منتدى دكاترة الصحراء بالسمارة ندوة علمية عن بعد تحت عنوان
“التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والصحية لجائحة كورونا: محاولة
للفهم”، يومي 02 و03 يوليوز 2020 بمشاركة ثلة من الدكاترة والأساتذة
الباحثين، والتي تتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لتأسيس المنتدى، والذي
تم بناء على أهداف مسطرة بالقانون الاساسي.
كما هو معلوم يشهد العالم أزمة وبائية حادة٬ بسبب تفشي وباء فيروس
كورونا(كوفيد- 19)، والذي تم الإعلان عنه لأول مرة في مدينة “ووهان”
الصينية خلال دجنبر 2019، الشيء الذي أثر بشكل كبير على شتى المجالات
سواء منها الاقتصادية، الاجتماعية، القانونية، والصحية، وقد أعلنت منظمة
الصحة العالمية بتاريخ 11 مارس 2020 أن كورونا جائحة عالمية عابرة
للحدود، ودعت إلى اتخاذ التدابير التي من شأنها الحد من استفحال هذا
الوباء، إثر ذلك أخذت الدول تباعًا تفرض حالة الطوارئ واتخاذ إجراءات جد
صارمة لمحاصرة الوباء والحد من تفشيه، حماية لمواطنيها. وأدى ذلك إلى
تعطل دوران عجلة الحياة في مختلف دول العالم، في وقت تتواصل فيه الجهود
وتتكاثف من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها. وفي هذا الإطار يأتي تنظيم هذه
الندوة العلمية لتسليط الضوء على مختلف تداعيات وآثار جائحة كورنا على
مختلف المجالات، وتم تقسيم الندوة إلى جلستين، وذلك على النحو التالي:
الجلسة العلمية الأولى ليوم 02 يوليوز 2020، تحت عنوان “التداعيات
الاجتماعية والقانونية والاقتصادية لجائحة كورونا”، والتي كانت من تسيير
الدكتور السالك كروم نائب رئيس منتدى دكاترة الصحراء بالسمارة، استهلها
بكلمة ترحيبية بالمتابعين والمشاركين في فعاليات الندوة، موضحا السياق
الذي جاء فيه تنظيمها، والأهمية والراهنية التي يكتسيها الموضوع.
المداخلة الأولى لفضيلة الأستاذ: هشام الصحراوي رئيس المحكمة الابتدائية
بالسمارة في موضوع “أزمة كورونا وتحديات المحكمة الرقمية”، تطرق فيها إلى
الطبيعة الحساسة لعمل المحاكم سواء القضائية أو الإدارية، لكونه تترتب
عنه آثار مالية وقانونية تتعلق بأموال الناس وحرياتهم، موضحا الإجراءات
التي اتخذتها السلطات القضائية لمواكبة آثار الجائحة، من خلال استخدام
تكنولوجيا المعلوميات والاتصال في تحقيق الولوج المستمر والسلس لمرفق
العدالة، وتسهيل التواصل بين مختلف الفاعلين في ميدان القانون والقضاء،
وكذا مع المرتفقين، وكلها إجراءات كان لها الدور الكبير في تجويد العمل
الإداري مضيفا أن العديد من الخدمات التي تقدمها المحاكم للمرتفقين
متوفرة على البوابة الالكترونية، التي تخصصها الجهات الوصية على القطاع،
والتي يمكن أن تغني عن المجيء إلى المحاكم، وأن الخدمات التي تقدمها
المحاكم عن بعد لها نفس درجة الحجية والوثوقية التي للخدمات المقدمة بشكل
مباشر، وختم بالحديث عن الدروس التي يمكن استخلاصها من هذه الأزمة.
المداخلة الثانية للدكتور سيدي عمر الإدريسي دكتوراه في علم السياسة، تحت
عنوان “كوفيد 19 التضامن في مواجهة الجائحة: الإمكانات والحدود”، تطرق
فيها إلى مظاهر تأثير الوباء على الجانب الاجتماعي، وكذا الإجراءات
المتخذة لمواجهة آثار الجائحة من خلال: خلق صندوق الدعم وخلق لجان
لليقظة، ثم الإجراءات المتخذة على مستوى القطاع المهيكل وخاصة دور
الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، مشيرا إلى الإجراءات المعتمدة لدعم
القطاع غير المهيكل، مؤكدا أن من أهم صور التضامن التي تم تبنيها للحد من
الوباء: أن صندوق الدعم فُتح أمام كل القطاعات والمؤسسات العامة والخاصة
وكذا الأفراد، منوها بالحضور الكبير واللافت لفعاليات المجتمع المدني،
وختم بأن هذه الأزمة فتحت آفاقا للإصلاح على مستوى مؤسسات الحماية
الاجتماعية، بما يتلاءم مع الظروف الطارئة.
المداخلة الثالثة للدكتور لحسن بلواد، دكتوراه في الاقتصاد، وإطار بوزارة
الاقتصاد والمالية في موضوع “أية تدابير للحد من الآثار السلبية لجائحة
كورونا على الاقتصاد المغربي”. استهل مداخلته بمجموعة من التساؤلات حول
واقع العولمة ومصير التكتلات الاقتصادية ما بعد جائحة كورونا؟ وعن دور
الدولة القطرية في المرحلة القادمة؟ ومن خلاله دور البنوك في هذه المرحلة
باعتبارها الفاعل الأساسي والمحرك لعجلة الاقتصاد؟ مؤكدا أن الظهور
المفاجئ للوباء أظهر هشاشة الدولة وعجزها عن مواجهة التداعيات لوحدها،
كما أن التدابير التي اتخذتها الدولة، تمكنت من الحد من الآثار السلبية
لهذه الجائحة من خلال: مراجعة سعر الفائدة، إحداث صندوق مالي خاص لمحاربة
آثار الجائحة، إحداث لجان اليقظة الاقتصادية، تسهيلات في القروض، وإعفاء
الشركات من وضع التصاريح، ليختم كلمته على التأكيد بضرورة دعم القطاعات
الحيوية التي تضررت بشكل كبير من الجائحة، خاصة الفلاحة، الصيد،
اللوجيستيك، النقل والسياحة.
المداخلة الرابعة للدكتور محمد مولود أمنكور، دكتوراه في الجغرافيا، وعضو
مكتب منتدى دكاترة الصحراء بالسمارة في موضوع “كورونا وتأثيرها على
السياحة والبيئة” أكد فيها أن السياحة تشكل مصدر دخل هام للعديد من
العائلات وتلعب دورا كبيرا في تبادل الثقافات وتقريب المسافات بين الأمم
والشعوب، كما تفتح آفاقا للسلم والسلام بين المجتمعات، وقد تأثرت (أي
السياحة) بفعل توقف حركة النقل عبر العالم، وهذا انعكس إيجابا على المناخ
والبيئة (خاصة ثقب الأوزون)، ثم إن توقف السياحة الميدانية كان سببا في
تضاعف حركة السياحة الافتراضية، وقدم إحصائيات حول حركة النقل والخسائر
المالية التي لحقت الاقتصادات الدولية نتيجة تضرر القطاع السياحي.
الجلسة العلمية الثانية ليوم 03 يوليوز 2020، تحت عنوان ” الجوانب
الشرعية والصحية والنفسية لجائحة كورونا”، والتي كانت من تسيير الدكتورة
حدا خيعلي، دكتوراه في الأدب العربي، وأستاذة التعليم الثانوي، استهلتها
بكلمة ترحيبية بالمتابعين والمشاركين في فعاليات الندوة، وجاءت المداخلات
على النحو التالي:
المداخلة الأولى للدكتور محمد فاضل النوى، المندوب الإقليمي للصحة
بالسمارة في موضوع “كوفيد 19 ومدى خطورته على الصحة العامة”، استهلها
بإعطاء نبذة علمية تعريفية عن طبيعة الوباء بشكل دقيق، وكيف نشأ والعوامل
المساهمة في تطور الفيروس وانتشاره؛ ومدى خطورته على البشرية. كما شرح
بتفصيل سبل الوقاية من الوباء والحد من انتشاره وكيفية التعامل معه؛ كما
لم يفوت الفرصة للإشارة إلى مختلف التدابير الاحترازية التي بادرت إلى
اتخاذها المندوبية الإقليمية للصحة بالسمارة، كما تطرق إلى الحالة
الوبائية بإقليم السمارة، والتي لم تشهد ولله الحمد أية حالة مؤكدة
للمرض. كما نوه بالوعي الكبير الذي أبانت عنه ساكنة السمارة بخصوص
الالتزام بتدابير الحجر الصحي من جهة، ومن جهة ثانية بالمجهودات الكبيرة
التي باشرتها الأطقم الطبية بالإقليم، إلى جانب السلطات المحلية وباقي
الشركاء الآخرين، في سبيل تعزيز الإجراءات الصحية والتصدي للجائحة.
المداخلة الثانية للدكتور محمد حمو، دكتوراه في الدراسات الإسلامية تحت
عنوان ” قراءة في كيفية مواجهة الإسلام للجوائح والأوبئة “، حيث تناول
الموضوع من جانبه الشرعي الصرف، فأشار إلى سبل مواجهة الإسلام للأوبئة
والجوائح؛ كما تطرق إلى مختلف الأوبئة التي تعرضت لها الأمة الإسلامية
(الطاعون بمختلف أنواعه)، والأسباب التي تؤدي إلى تفشي هذه الأمراض،
والمتعلقة أساسا بارتكاب المعاصي والفواحش وكثرة الذنوب. مختتما مداخلته
ببسط سبل مواجهة الإسلام لمختلف الأوبئة والأمراض بما في ذلك العزل أو
الحجر الصحي الذي دعا له الإسلام منذ آلاف السنين.
المداخلة الثالثة للدكتور خطري العياشي، دكتوراه في علم النفس في موضوع
“أزمة كوفيد: من سياقات الصدمة إلى واقع التعايش، قراءة نفسية اجتماعية
لدينامية الاستيعاب وميكانيزمات التعايش” استهلها بتوضيح التداعيات
النفسية والبسيكولوجية لجائحة كورونا على الأفراد في إطار الصحة النفسية.
مركزا حديثه على محاور أساسية نجملها كالتالي:
· تأثير الحجر الصحي على الحياة الذهنية والفكرية للناس.
· نظرة الناس للفيروس والحجر الصحي بين من يرى ذلك إيجابيا على حياة
الناس بصفة عامة، وفرصة للتغيير. وبين من يرى عكس ذلك على أساس أن الوباء
سبب في تفاقم الأوضاع النفسية للناس، وتزايد المشاكل الأسرية في ظل الحجر
الصحي.
· تأثر الناس بكم المعلومات الواردة عن الوباء، وازدياد مخاوفهم من المرض.
· الرهاب الاجتماعي، والقلق، والاكتئاب، والتوتر النفسي …..
المداخلة الرابعة للدكتور محمد أعمر، دكتوراه في الجغرافيا، في موضوع
“التعليم عن بعد بالمجال القروي، التحديات والفرص بإقليم طرفاية، نموذج
ثانوية صلاح الدين الأيوبي بآخفنير” فمن خلال هذه المداخلة ركز الدكتور
أعمر على الجانب التربوي التعليمي، وقد تناول الموضوع من مختلف الزوايا،
وعالج الإشكالات المرتبطة به، بحكم اشتغاله في مجال التدريس. واستثمر
جملة من الأرقام المبنية على نسب التوزيع للموارد الرقمية بمديرية
التعليم بطرفاية.
وقد عالج الباحث موضوعه بناء على محاور أساسية نجملها فيما يلي:
· التعليم عن بعد بالمجال القروي بمديرية طرفاية كحل أمثل
للتمكن من الاستمرارية في التعليم عبر استغلال الموارد الرقمية.
· فرص التعليم عن بعد بالمجال القروي.
· التحديات المرتبطة بالتعليم عن بعد بالمجال القروي.
وختم الباحث مداخلته بمجموعة من التوصيات:
– مضاعفة الجهود لمواجهة التحديات التي يطرحها الوباء على
المستوى التعليمي.
– تأهيل التجهيزات والموارد الرقمية للتمكن من مسايرة
التعليم. وذلك لإنجاح تجربة التعليم عن بعد.
وخلص الباحث إلى أن تجربة التعليم عن بعد لا يمكن أن تعوض التعليم
الحضوري (التعليم العادي)، لتبقى تجربة يستأنس بها لضمان الاستمرارية
البيداغوجية، في ظل الظروف الصحية الصعبة التي يمر منها العالم بأسره.