ثقافة وفن

في اليوم العالمي للمعلمين: الإيسيسكو تدعو إلى استثمار التجارب والدروس المستفادة من جائحة كوفيد 19 لتحقيق النقلة المرجوة إلى مدرسة المستقبل

الرباط: 5/10/2020

يحتفل العالم في الخامس من شهر أكتوبر باليوم العالمي للمعلمين. وبهذه المناسبة الدولية التي يُحتفى بها هذه السنة تحت شعار “المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات ووضع تصور جديد للمستقبل” تؤكد منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكوـ أن التعليم المؤصل للإبداع والمحفز على الريادة والمستشرف لتحولات المستقبل، وخاصة ذات العلاقة بالذكاء الاصطناعي، هو أساس التنمية البشرية الشاملة وقاعدتها الصلبة، وأن الإسهام الحقيقي في مواجهة التحديات والأزمات وفي صناعة التاريخ وبلورة معالم المستقبل لا يتأتي إلا عبر منظومات تربوية قوية ومتطورة تتعزز فيها مكانة المعلم وتنمو كفاياتُه ومهاراته لينهض بأدواره المنشودة في تشكيل معالم مدرسة الغد الجديدة.

وتدعو الإيسيسكو إلى ضرورة الاعتبار واستثمار الدروس والتجارب المستفادة من جائحة كوفيد 19 وما رافقها من تحديات وإشكاليات طارئة واجهتها المنظومات التربوية في أغلب دول العالم في مساعيها إلى إيجاد بدائل تعليمية عن الدروس الحضورية. فقد باغتت الجائحة المنظومات التربوية وعجلت دخولها في مرحلة جديدة، كما ألزمت الجهات التربوية المعنية خوض تجارب على عجل واستحداث مبادرات تعليمية رقمية دون أن تعد لها العدة اللازمة من تخطيط محكم وبنية تحتية تكنولوجية ووسائل رقمية ومعلمين مؤهلين للعمل في الفضاءات الافتراضية وللتطوير والإبداع في هذا المجال.

وحيث إن المدرسة الرقمية والتعليم عن بعد صارا من صميم واقعنا المنظور ومن مجريات حياتنا اليومية، فإن عالم ما بعد كوفيد 19، بما يحمله من معالم جديدة، يفرض على دول العالم وشعوبه جميعا أن تكثف من استعداداتها لتحقيق النقلة الضرورية من المدرسة التقليدية إلى مدرسة المستقبل الرقمية الواعدة بآفاق أوسع وبنتائج ومخرجات أجود تتحقق من خلالها مختلف الغايات الواردة في الهدف الرابع من الأهداف الإنمائية لعام 2030 “ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع”. وهو ما يتطلب التعجيل بإصلاح هيكلي للخططِ التربوية ومؤسسات إعداد المعلم ومناهج التعليم وبرامجه وآليات عمله، حتى يستجيب لمتطلبات المرحلة القادمة التي سيزداد فيها الحضور القوي للذكاء الاصطناعي ومنتجاته.

وفي خضم هذه التحولات التي يشهدها قطاع التربية والتعليم، تدعو الإيسيسكو إلى تكثيف الجهود وحشد الموارد اللازمة من أجل ألاّ يتحول التعليم عن بعد إلى عامل مؤجج للانقسام ومحدث لمزيد الفوارق بين المتعلمين في عالم إسلامي يحرم فيه حوالي 20% من أطفاله الذين هم في سن التمدرس من دخول المدرسة، ويظل الإنصاف فيه بين الذكور والإناث وبين طلاب المدن وطلاب الأرياف والمناطق النائية أملا عصيا على التحقق. كما تدعو المنظمة أولياء الطلاب من آباء وأمهات إلى معاضدة جهود المعلمين وإلى تحقيق انخراط أكبر وأعمق في العملية التربوية التي يستفيد منها أبناؤهم وخاصة في المراحل الأولى من التعليم وإلى توفير بيئة منزلية حاضنة لقيم التعلم الذاتي والتربية المستديمة والإبداع والريادة.

وتوصي الإيسيسكو بتطوير برامج إعداد المعلمين في دول العالم الإسلامي ودمج التكوين الرقمي والتكنولوجي فيها وإصلاح مؤسسات تكوينهم والاستفادة من تجارب الدول الناجحة في مجال تأهيل المعلم، كما توصي بالتركيز في برامج إعدادهم على القضايا المجتمعية، بما يعزز أدوارهم في ترسيخ قيم التسامح والانفتاح والتعايش السلمي مع الآخر، ومفاهيم الحوار واحترام الآخر وتعزيز مبادئ الوسطية والاعتدال والتعارف والتقارب بين الشعوب. وتؤكد الإيسيسكو أن المعلم سيظل ركيزة أساسية في العملية التربوية، ولن تقلل التطبيقات التعليمية الحديثة من قيمته ومكانته في المجتمع مهما تغيرت الظروف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock