سلسلة دعاة وأئمة بمساجد القصر الكبير

من إعداد : جمال عتو
الإمام : عبد اللطيف المراكشي
في سلسلة سابقة ، التمسنا منه إمدادنا بما يقربنا إلى سيرته ، كعادته استقبل التماسنا بابتسامته الهادئة واستعداد فطري ينم عن سريرة طيبة وقلب عريض ، أردنا اليوم أن نلتقيه ونتحدث إليه مرة ثانية وهو الرجل الذي لا تمل من حديثه المتنوع وقفشاته أيضا ، لكن حالت ظروف دون لقياه ، ربطنا الاتصال بابنه الوديع الدكتور د.محمد إلياس المراكشي فأمدنا بالمتاح وهو الابن البار الذي نرى فيه الكثير من والده صديقنا الكبير وأستاذنا وإمامنا : عبد اللطيف المراكشي .
هو الحاج عبد اللطيف بن الجيلالي بن عبد القادر بن الجيلالي بن محمد بن عبد السلام الركراكي المراكشي .
أبصر نور الوجود في 29 مارس 1954، ودخل الكتاب وهو ابن ثلاث سنوات، فحفظ ما تيسر من القرآن وتعلم القراءة والكتابة.
التحق بالمدرسة في موسم 1960/ 1961، ونال الابتدائية في 1965، والبروفي في 1969، والبكالوريا في 1973، و الإجازة في 1978.
اشتغل في المكتب الشريف للفوسفاط بالرباط من 1973 إلى 1978، وبالوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بتطوان من 1978 إلى 1979 في الموارد البشرية .
في سنة 79 التحق بسلك التدريس بالثانوية المحمدية إلى حدود عام 1990، حيث عين رئيسا للمصالح الاقتصادية بإدارة ثانوية أحمد الراشدي إلى أن أحيل على التقاعد في 29 / 03 /2014.
قصته مع المسجد والعلم والعلماء ورجالات المعرفة ابتدأت مبكرا يرويها لنا عن طريق ابنه الدكتور محمد إلياس :
” اما تربيتي وتعليمي فقد كانت في البداية في البيت حيث تعلمت على يد عمي ج محمد المراكشي الذي كان يسهر على تاديبي وتعليمي القراءة والكتابة منذ نعومة اظافري. وما ان بلغت سن العاشرة من عمري كان ابي ياخذني الى المسجد الاعظم حيث لازمت الجلسات التعليمية للشيخ ج عبد السلام نخشى الذي كان يوليني عناية خاصة من دون سائر الزملاء. كما لازمت دروس الاستاذ ج المفضل الجباري بالمسجد الاعظم كذلك . ومنذ التحاقي بالدراسة في الثانوية المحمدية تعرفت على الاستاذ ج البشير اليونسي الذي كان يدرس بها التربية الاسلامية فلازمت دروسه بمسجد الفتح يوميا بين العشاءين. كما كنت احضر دروس ج عبد السلام الجباري بالمسجد السعيد وعند انتقالي للدراسة بتطوان لازمت دروس الشيخ ج اسماعيل الخطيب. و دروس الشاعر محمد الحلوي في اللغة والادب العربي.وقبله الاستاذ ج مصطفى اليعقوبي. رحم الله من مات منهم. وبارك في عمر الباقين على قيد الحياة ولهم مني كل الاجلال والتقدير والاحترام و كما يقال : من علمني حرفا صرت له عبدا ” .
ابتدأ ارتباطه بالخطابة في مطلع السبعينات حيث كان يؤم التلاميذ ويلقي دروس الوعظ والإرشاد بالقسم الداخلي لمؤسسة جابر بن حيان بتطوان، وبعد حصوله على الإجازة، وأدائه لفريضة الحج سنة 1983 أضحى ينوب عن بعض خطباء مساجد القصر الكبير.
وفي سنة 1993 كلفه صهره إمام المدينة الحاج عبد السلام نخشى -رحمه الله- بالنيابة عنه خطيبا للجمعة بالمسجد الأعظم حتى سنة 1999 تاريخ وفاة الإمام، وحينها اسندت له مهمة الخطابة بالمسجد نفسه بصفة رسمية إلى يومنا هذا .