مقالات و آراء

خاطرة ابن الجبل : ارجوك سيدتي لا تتسولي بالامازيغية

هنا 24/ متابعة المصطفى اخنيفس

خاطرة الاستاد محمد بوسعيدي مهتم بالثقافة الامازيغية ، عضو فدرالي بالتجمع العالمي الامازيغي وعضو المكتب الوطني لجمعية سكان جبال العالم مكلف بالامازيغية والثقافة بالجبال…

ليتها لم تفعل بذلك اللسان :
لقد اصبح من المألوف وعادي جدا ان ترى متسولين ومتسولات صغارا وكبارا امام المساجد والمطاعم وقرب المقابر يجوبون الشارع من طلوع الشمس الى غسق الليل بدوافع متعددة جعلتهم (هن) بستعطفون (ن)المارة اعطوا او حرموا . لكن بالأمس حز في نفسي صوت إمرأة مسنة بباب مسجد كبير تتوسل الناس باللغة الامازيغية ودموعها منهمرة ، بصوت يدمي القلوب ويحتم الشفقة تقرأ في لكنتها انها لاتجيد غير ذلك اللسان . وتذكرت برنامجا على متسولين في مدينة سياحية مغربية بلغات متعددة عساهم يصلون الى استعطاف الاجنبي بلغته . غير ان حالة الامس تطايرت معها الى ذهني مصطلحات كبيرة وراسخة من قبيل : الشعوب الاصلية ، سكان المغرب الاولون ، ثروات الجبل ، مقاومة الاستعمار ، التوزيع العادل للثروة …وغيرها من الكلمات الرنانة التي تزاحمت وحاصرتني ، واستدركت بالقول أن ليس للفقر هوية ، لكن ذاكرتي ذكرتني بأنفة الامازيغ وكبريائهم وكرامتهم وايثارهم …صفات حالت عبر التاريخ ان ترى من كان بالأمس ينبوعا ومقصدا يجف ويسأل الناس إلحافا. حالة انتصبت معها تساؤلات جمة – ليست من قبيل إذكاء النعرة- وهي كيف لامازيغية ان تجد نفسها في خريف العمر في أسوأ حال وهي بنت للأرض ، حاملة للسلاح ضد المستعمر ، حامية الأرز والمعادن والماء عبر التاريخ، مؤمنة بالثوابت …لم يشفع لها قانون حماية الشعوب الاصلية ، ولا سنها ، ولا هويتها ..لتضيفها السياسات الى طوابير الذين يمشون فوق الثروة ولايستفيدون منها ويموتون عطشا ومنهم المنبع ويرتجون بردا وبجانبهم الحطب …لتنضاف الى إقصائها من اخيها الرجل من عائدات الجموع وربما الارث بمبررات العرف وإزرفان …ولعل ما ادمى القلب – وصوت العجوز يخترق الاذان- انها على ما يبدو خرجت مرغمة كونها ليست من الصنف المحترف الذي يجيد تلوينات الايقاع …وياليت المحتاج عموما وجد دخلا ودارا للعجزة لحفظ للكرامة البشرية بغض النظر عن الهوية واللون والسن واللغة …وارجوك يأ ختاه لاتتسولي بالامازيغية بعد اليوم ، فالهوية تدمع لسماعك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock