الإنتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية في ظل الجائحة

بقلم: محمد العزعوزي
تعتبر الإنتخابات محطة هامة واختبارا أساسيا لتكريس الممارسة الديمقراطية في كل البلدان حيث تفرز نخبا يتم اخيارها من خلال اقتراع نزيه وشفاف، هذه النخب التي يوكل إليها تسيير الشأن العام إن على مستوى الجماعت الترابية سواء الجماعات الحضرية و المقاطعات و الجماعات القروية، والجهات كما تفرز لنا الإنتخابات التشريعية نوابا برلمانيين ومستشارين توكل إليهم مسؤوليات تتعلق بسن التشريعات ومراقبة عمل السلطة التنفيذية، والتصويت على الميزانية العامة وغيرها من المهام الأخرى التي تدخل في نطاق المسؤولية المتعلقة بمجلسي النواب والمستشارين.
وفي نفس السياق، فقد حددت السلطات المغربية يوم 8 شتنبر 2021 كموعد لهذه الإستحقاقات، ولأجل ذلك بدأت مختلف الأحزاب السياسية تستعد لخوض غمار هذه الإنتخابات سواء الجماعية أو التشريعية في ظل تفشي جائحة كوزونا وارتفاع حدتها، بالطبع وبالموازاة مع ذلك لا بد لوزارة الداخلية بصفتها السلطة المسؤولة مباشرة على سير عملية الإقتراع أن تسهر على سير العملية الإنتخابية في أفضل الظروف وبدون أي تجاوزات سواء فيما يخص الحد من ظاهرة شراء الذمم عن طريق توزيع الأموال لاستمالة الناخبين خاصة بعد المخلفات التي سببتها الجائحة على مداخيل أغلب المواطنين والأسر خاصة الفئات الهشة، لهذا يتوجب على اللجان المشرفة على تتبع عملية الإقتراع أن ترفع من مستوى يقظتها وأن تتفاعل في حينه عند توصلها بأي إخبار عن وقوع تجاوزات أو خرق لمدونة الإنتخابات.
وفي نفس السياق، فقد عملت وزارة الداخلية على تحديد الإجراءات التي يجب الإلتزام بها خلال الحملات الإنتخابية، التي ستنطلق ابتداء من يوم 26 غشت 2021 وتنتهي في 7 شتنبر 2021 ، حيث دعت وزارة الداخلية عبر الولاة والعمال المرشحين للإنتخابات إلى عدم تجاوز عدد 25 شخصا في التجمعات بالفضاءات المغلقة والمفتوحة، كما نصت الإجراءات على عدم تنظيم تجمعات انتخابية بالفضاءات المفتوحة التي تعرف الإكتظاظ، كما منعت وزارة الداخلية نصب الخيام بالفضاءات العمومية وتنظيم الولائم، أما بالنسبة للجولات الميدانية فقد حددت 10 أشخاص كحد أقصى للقيام بها ، وخمس سيارات بالنسبة للقوافل وإخبار السلطة المحلية بتوقيت ومسار الجولات والقوافل، كما قررت الوزارة منع توزيع المنشورات على الناخبين بالشارع أوغيره، مع السماح للمرشحين بوضع المناشير بأماكن يمكن رؤيتها والإطلاع على مضمونها مع عدم توزيعها مباشرة.
من ناحية أخرى، هناك تساؤل يطرح نفسه كذلك وهو هل ستفرض الجهات المسؤولة على الناخبين الإدلاء بجواز التلقيح عند القيام بعملية التصويت؟ في نظري المتواضع لا داعي لذلك ،إذا اتخذ الناخبون الإحترازات الضرورية من تباعد جسدي وارتداء الكمامات بشكل سوي، وليس بوضعها تحت اللحية أو فوق الرأس أو تعليقها في الذراع، كما يجب على كافة المواطنات والمواطنين تجنب التحدث فيما بينهم بشكل مطول، والمصافحة بالأيادي والعناق، حيث يستحسن الإكتفاء بتحية خفيفة بدون ملامسة الوجه، إلى غير ذلك من التدابيروالإحتياطات اللازمة للحد من تفشي الوباء.
وتجدر الإشارة أنه قد تم اعتماد ما يفوق 4500 ملاحظا للإستحقاقات الإنتخابية التي ستجرى يوم الثامن من غشت 2021 ، من بينهم ملاحظين دوليين سيواكبون هذه الإنتخابات لإجراء ملاحظات محايدة ومستقلة، للتذكير فإن هؤلاء الملاحظين قد تم اعتمادهم من بين أزيد من 44 منظمة غير حكومية.