اقتصاد

قراءة لمذكرة المندوبية السامية للتخطيط لشهر أبريل 2022.

بقلم الأستاذ إدريس العاشري

في الوقت الذي بدأت الاقتصادات العالمية تتنفس الصعداء وتبحث عن بصيص أمل للخروج من أزمة كوفيد 19، التي بعثرت كل الاوراق والحسابات، فوجىء العالم من جديد بأزمة الحرب الروسية الاوكرانية التي بدأت انعكاساتها تظهر على ارتفاع الأسعار وندرة بعض المواد الضرورية بالإضافة إلى البترول.

المواطن المغربي، كباقي سكان العالم بدأ يؤدي ضريبة هذه الحرب وهو على وشك الخروج من أزمة كوفيد 19. ضريبة جد صعبة ومرهقة اكتوت بها جيوب المواطنين وجعلت مستوى المعيشة يتدهور.

ليس من الضروري أن تكون خبيرا اقتصاديا او محللا ماليا لتلمس تداعيات أزمة الحرب الروسية الاوكرانية، يكفي ان تتجول في الاسواق وتقارن ارتفاع الأسعار من يوم لآخر، وتعيش الم المواطنين.

موازاة مع الارتقاع المستمر الذي يعرفه سعر المحروقات، تعرف مواد الاستهلاك بدورها ارتفاعا اثر بشكل كبير على مستوى المعيشة.
نذكر على سبيل المثال ارتفاع سعر “زيت المائدة” بـمبلغ 23 درهما بالنسبة للقارورة من فئة 5 لترات. و قيمة 27 درهما لقنينة 5 ليتر للزيوت النباتية والذي شمل جميع العلامات التجارية.

نفس الارتقاع عرفه سعر دقيق السميد من فئة 25 كيلوغراما بقيمة 50 درهما .

استنادا لهذه المعطيات، هل يمكننا أن نقول ان الاقتصاد العالمي يعيش أزمة تضخم مما سيؤدي الى تدني قيمة العملة النقدية؟.
حسب أرقام المندوبية السامية للتخطيط الصادرة في مذكرة إعلامية تتعلق بمؤشر أسعار المستهلك لشهر أبريل 2022، فإن الرقم القياسي لأسعار المستهلك ارتفع بنسبة 1.8٪ في أبريل مقارنة بالشهر السابق، نتيجة الارتفاع بنسبة 3.0٪ الذي عرفه مؤشر المنتجات الغذائية وارتفاع بنسبة 0.9٪ في مؤشر المنتجات غير الغذائية .

حسب نفس المصدر، فإن الرقم الاستدلالي سجل ارتفاعا متفاوتا حسب الجهات والمناطق. حيث نجده ارتفع في الحسيمة بنسبة 3,6% وفي فاس بنسبة %3,3 وفي الداخلة بنسبة %3,2 وفي وجدة و الرباط و آسفي و الرشيدية بنسبة 2,0% وفي القنيطرة و طنجة بنسبة 1,9% وفي مراكش و مكناس و العيون بنسبة 1,6% وفي تطوان بنسبة 1,5% وفي الدار البيضاء و بني ملال بنسبة 1,3% وفي أكادير بنسبة 1,2%.

نفس المذكرة، اوضحت أنه بالمقارنة مع نفس الشهر من السنة الماضية 2021، سجل الرقم الاستدلالي للأثمان عند الاستهلاك ارتفاعا بنسبة 5,9% خلال شهر أبريل 2022. نتيجة تزايد أثمان المواد الغذائية بنسبة 9,1% و أثمان المواد غير الغذائية بنسبة 3,7%. وتراوحت نسب التغير للمواد غير الغذائية ما بين استقرار بالنسبة لقطاع الصحة و ارتفاع قدره12,4% بالنسبة لقطاع النقل.

وبذلك، تضيف المذكرة، يكون مؤشر التضخم الأساسي، الذي يستثني المواد ذات الأثمان المحددة والمواد ذات التقلبات العالية، قد عرف خلال شهر ابريل 2022 ارتفاعا بنسبة 0,8% بالمقارنة مع شهر مارس 2022 و بنسبة 4,4% بالمقارنة مع شهر أبريل 2021.

ارقام لها دلالتها وربما إجابة عن سؤالنا هل فعلا نعيش أزمة تضخم.

أليس من مسؤولية الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاعلام التواصل مع المواطن المغربي الذي تكتوي جيوبه من ارتفاع الأسعار وتبسط له الواقع الاقتصادي ومفهوم أزمة التضخم بلغة جد مبسطة حتى يعرف مفهوم التضخم والتقشف ؟؟؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock