مقالات و آراء

الوسواس عدو الانسان فاحذروه

بقلم ذ محمد أسامة الفتاوي

يسأل الكثير من الناس عن أسباب الاضطرابات النفسية وغالبا ما تكون الاجابات متعددة ،هنالك أسباب وراثية .أسباب لها علاقة بأحداث مر بها البعض .أسباب جينية.وتختلف الأسباب بطبيعة الحال من شخص ل شخص آخر .ولكن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن النسبة العظمى من اللذين يعانون من الاضطرابات النفسية قد سلموا عقولهم للوسواس علموا بذلك أم لم يعلموا ، ومن وجهة نظري المتواضعة أن الطاقة السلبية لها علاقة مباشرة بهذا الاضطراب ،ذلك لأن الطاقة السلبية تفتح للوسواس كل الابواب فيدخل الوسواس من البوابة المتاحة له ، لقد بحث علماء النفس في هذا الأمر منذ زمن طويل عن كيفية تخليص الإنسان من الإضطرابات النفسية إلا أنهم لم يبحثوا عن حقيقة الأسباب التي تؤدي إلى الاضطراب ،بمعنى أن معظم العلماء قد تعاملوا مع هذا المرض تحت ما يسمى فرضيات ونظريات قد يتفق البعض معهم وقد لا يتفق ..قال تعالى وبكل وضوح في سورة الناس : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6).
فلماذا قالها الله عز وجل؟ هذا السؤال يجب أن تكون له إجابة واحدة فقط وهي إن الوسواس هو العدو الرئيس للإنسان فاحذروه ،ومن هنا ومن خلال هذه السورة أستطيع كإنسان مؤمن أن أصل إلى نتيجة مفادها أن الإنسان هو عبارة عن أرض خصبة يستطيع الوسواس أن يتوغل فيها كلما ضعف الإنسان ،انها حرب بين الإنسان و الوسواس فقط ينتصر فيها العقل السليم واشدد على العقل السليم ،ربما في إحدى المعارك يغفل حتى العقل السليم عن كيفية التعامل مع الوسواس ولكن سرعان ما يستيقظ هذا العقل الجبار ويضع حدا لتلك المعارك فينتصر على الوسواس ، و للتذكير فقط ..هنالك درجات للوسواس ربما يستطيع البعض إبعاد درجة عليا أو متوسطة ولكن هذا يحتاج إلى قدرة على صناعة حواجز حتى تتم عملية كبح جماح الترسبات الذهنية المهزومة اي بمعنى أكثر دقة يحتاج الإنسان أن يبني خزانات ثقافية وعلمية داخل الدماغ وليس الاعتماد على ثقافة النسخ ولا الاعتماد على العقل القياسي و الذي يحتاج صاحبه دائما إلى صورة طبق الأصل أو نسخة إن جاز التعبير ….وبطبيعة الحال الأمر ليس بالسهل بل هنالك صعوبات كثيرة إلا أن العقل البشري مجهز تجهيزا دقيقا من حيث الخليقة ولكن هنالك تلوثات تحدث للعقل بين الفينة و الأخرى ،ولكي ينعم الإنسان بالحفاظ على عقله ليبقى سليما يجب أن يصنع سلة داخل الدماغ وظيفتها طرد ما لا يقبله القلب قبل العقل …. هنالك من يقول إن الاضطراب النفسي ليس له علاقة بالوسواس وانا اقول وبكل تواضع أن الأصل لو سلمنا أن العامل الوراثي هو إحدى اسباب الاضطراب النفسي الذي يعاني منه شخص ما ، أي أن الشخص قد ورث عن أبيه أو أمه هذا الاضطراب فحتما سيكون السبب لدى الأم أو الأب هو الوسواس .
السؤال المنطقي هل يمكن أن تنتقل مخلفات الاضطراب النفسي من الأب إلى الابن ؟ الجواب المنطقي نعم ، لأن الشخص الذي يعاني من اضطراب نفسي بسبب الوسواس ومن ثم يحدث جماع بينه وبين زوجته فينتقل الحيوان المنوي إلى الرحم وبعد شهور معدودة تلد الام مولودا قد يرث عن أبيه هذا الاضطراب وقد لا يرثه ولكن هنالك احتمالية الوراثة .إذا نحن أمام رؤية واضحة مفادها أن الوسواس هو السبب الرئيسي في إنشاء أو إحداث اضطرابات .فعندما يقول بعض العلماء أن الإضرابات النفسية ليس لها علاقة بالوسواس بل لها علاقة بأسباب كثيرة ومن ضمنها العامل الوراثي ، أقول لهؤلاء السادة العلماء أن العامل الوراثي يجب أن يفسر بطريقة علمية شفافة و واضحة لأن العامل الوراثي الذي تسبب في الاضطراب النفسي عند الابن هو ليس إلا نتيجة طبيعة موروثة عن الاب الذي كان يسكنه الوسواس ومن هنا يجب أن يتم البحث…هنالك اضطرابات نفسية أيضا لها علاقة بأمراض أخرى ولكن هذه الأمراض تفرز إضطرابات ظرفية ساتحدث عنها إن شاء الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock