مقالات و آراء

المفوض السامي فولكر : هل يفرض حقوق الانسان لغة مشتركة ؟!

بقلم : سمير الضويوي

من مكتبه بقصر ويلسون المطل على أرينا الشاسع، على ضفاف نهر ليمان بجنيف تحدث السيد فولكر كورك المفوض السامي الثامن للامم المتحدة لحقوق الانسان إلى الصحافة معلنا بداية ولايته إثر تعيينه من قبل الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، موجزا نظرته الحقوقية وبرنامجه العملي خلال ولايته الممتدة لأربع سنوات، فعلى الرغم عدم وجود” نهج واحد يناسب الجميع في كل المواقف” الا إنه يأمل إستخدام ما يتاح من “أدوات لتعزيز حقوق الانسان’ فهي مبدئيا ” لغة إنسانية مشتركة،فالقصد منها توحدنا لا تفرقنا” وهذا ما استخلصه خلال الاستعراض الدوري الشامل لسجلات حقوق الانسان لدى جميع الدول الأعضاء بالامم المتحدة ، ومدى وفائها والتزامها والتدابير التي تم اتخادها في مجال حقوق الانسان، فالسيد فولكر على ما يبدو امام إرث ثقيل ومعقد عن سلفه ميشيل باشليت، الشيء الذي دفعه فيما يبدو للخروج من مكتبه والوقوف على دراسة الملفات الحقوقية من مصدرها في رحلة أولى قادته إلى السودان في زيارة رسمية يلتقي فيها بمسؤولين سياسيين، هيئات حقوقية ، ومؤسسات المجتمع المدني كما يلتقي أيضا بالوكالات التابعة للامم المتحدة والمنظمات الإقليمية ذات الصلة بحقوق الانسان، ويختم الزيارة يومه الأربعاء 16 نونبر بعقد مؤتمر صحفي، فاسلوب فولكر فيما يبدو دينامي ،عملي وميداني بلغة اهل التجارة والتسيير، رغم ان تعيينه كمفوض سامي للامم المتحدة لحقوق الانسان شكل مفاجأة غير منتظرة لكونه شخصية مغمورة وقياسا بسابقيه المشكلين للنخب السياسية المعروفة كسلفه ميشيل باشليت الرئيسة السابقة لتشيلي، غير أنه لايمكن تجاهل قيمة الرجل الحقوقية والاكاديمية كدكتور في القانون الدولي إلى جانب اشتغاله باروقة الامم المتحدة لمدة تزيد عن نصف قرن، كان آخرها نائبا للمفوض السامي لشؤون اللاجئين قبل ان يشغل هذا النمساوي ذو 57 سنة بالقرب من الامين العام للامم المتحدة . فهو واع بالمهام المنوطة به كمفوض سامي لحقوق الانسان، وبتدبير سياسات الامم المتحدة في هذا الشأن وتنفيدها، بقدر وعيه بأن ” عالم اليوم المحطم،من المهم ان يكون هناك صوت مميز للضمير والعقل والحكمة …. المفوض السامي لحقوق الانسان يجب أن يكون ذلك الصوت”، والذي من الفروض أن يتحلى بالشجاعة، و ان يكون “عالي وقوي للدفاع عن ضحايا انتهاكات حقوق الانسان في جميع أنحاء العالم” كما قالت أنييس كالامار الامينة العامة لمنظمة العفو الدولية ،و” التحقيقات المتينة والصوت القوي هي أكثر الأدوات فاعلية للمفوض السامي لحقوق الانسان في معالجة الجرائم ضد الإنسانية…..” على حد تعبير تيرانا حسن المديرة التنفيذية بالوكالة ل لهيومن رايتس ووش .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock