مقالات و آراء

ميلاد المسيح عليه السلام..صفعة في وجه الارهاب

إن من أبشع صور التاريخ تلك المجازر التي كانت تقع باسم الدين ،وهي في حقيقتها لا تمت إلى الدين بصلة وإنما الطمع والجشع ونهب خيرات الآخرين والاعتداء على الآمنين وإثارة الفوضى في المجتمعات الآمنة والمستقرة بلباس الدين .!!
لقد كان قرار مجلس رؤساء الكنائس في الأردن ، والذي جاء فيه : “” قرر مجلس رؤساء الكنائس في الأردن إلغاء احتفالات عيد الميلاد المجيد ورأس السنة والاقتصار على الشعائر الدينية تضامنا مع الوطن وجهاز الأمن العام والأسر المحزونة ..””
هذا القرار “صفعة في وجه الإرهاب”، دل وأكد على مدى تماسك الشعب الأردني على تنوعهم ، وأنهم يرفضون كل أشكال الإرهاب ،وإن الاعتداء بقتل رجال الأمن جريمة بشعة هزت مشاعر الأردنيين جميعا وحرمتهم فرحتهم .
وإننا نستغرب من جعل الدين الذي يلجأ إليه الإنسان للطمأنينة والأخلاق ، والمحبة للآخرين ،عاملا من عوامل القتل والتخريب والتفرقة .!!
إن ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام فرصة لإعادة البوصلة للشراكة الإنسانية ، والقواسم المشتركة ، وأن تكون علاقة المسلمين والمسيحيين في العالم والشرق الأوسط قائمة على أساس العدل والإنصاف .
ليس من السهل معرفة تاريخ ميلاد المسيح عليه السلام معرفة دقيقة ، ولكن المهم هو حضور شخصية المسيح العظيمة في المجتمعات المعاصرة ، التي أثقلت بالمادية ، وإننا كمسلمين يسعدنا الاحتفاء بشخصيات الأنبياء والأولياء والعلماء ،لأن معرفة سيرتهم يزيد من الصفاء
والنقاء الروحي في النفس ،كما أنه يؤكد على القيم الأخلاقية في المجتمعات البشرية .
ومع إقرارنا ببعض الاختلاف العقدي والتشريعي مع الآخر الديني إلا أن الأصل في الإسلام في العلاقة مع الآخرين البر والعدل .
‏بقلم :
‏د. ربيع العايدي / الأردن /
‏رئيس قسم الفلسفة جامعة باشن الأمريكية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock