مجتمع

مشروع إحداث قطب جامعي بمدينة كلميم ، قرار تاريخي استراتيجي يفتح آفاقا تنموية جديدة.

متابعة ياسين هنون

في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز التعليم العالي في الأقاليم الجنوبية، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن قرار إقامة قطب جامعي في مدخل مدينة كلميم، على أرض تابعة لجماعة أباينو. يأتي هذا القرار كجزء من استراتيجية تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة والشاملة في جهة كلميم وادنون، ويعد خطوة هامة نحو تحقيق التوازن في الفرص التعليمية بالمنطقة.

تم اختيار قطعة أرضية في موقع استراتيجي على الطريق الوطنية رقم 1، بين مدينتي بيوزكارن وكلميم، وهو موقع قريب من العديد من الجماعات القروية في الإقليم. هذه الميزة تجعل القطب الجامعي في متناول سكان المناطق النائية، مما يسهل على الطلاب الوصول إلى التعليم العالي دون الحاجة للسفر إلى مدن بعيدة. وبذلك، يسهم المشروع في تعزيز تكافؤ الفرص التعليمية وتخفيف الأعباء المالية على الأسر.

على الرغم من الفوائد الكبيرة التي سيجلبها هذا المشروع للمنطقة، إلا أن بعض الأطراف ذات المصالح الخاصة في الإقليم حاولت استخدام مختلف الوسائل لتغيير موقع المشروع لصالح مصالحها الشخصية. فقد حاولت مافيا العقار التأثير على سير المشروع.

إلا أن وزارة التعليم العالي استكملت كافة الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذا المشروع، حيث تم اختيار الأرض رسميًا، وتحديد نطاقها بناءً على مخططات مدروسة تضمن نجاح المشروع في المستقبل. هذا يؤكد التزام الحكومة الكبير بتنمية المنطقة عبر هذا الصرح العلمي.

ويعد الموقع القريب من الطريق الوطنية رقم 1 نقطة استراتيجية لتطوير البنية التحتية المحيطة به. من المتوقع أن يساهم القطب الجامعي في تنشيط الاقتصاد المحلي من خلال زيادة الطلب على الخدمات التجارية والفندقية والمرافق العامة، كما سيساهم قربه من المناطق السكنية والتجارية في تحقيق استفادة محلية كبيرة.

إن إحداث هذا القطب الجامعي في مدخل مدينة كلميم يمثل بداية مرحلة جديدة في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية في جهة كلميم وادنون. فهو ليس مجرد إضافة إلى قطاع التعليم العالي في المغرب، بل يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة، من خلال توفير فرص العمل، تحسين مستوى التعليم، وتعزيز الاقتصاد المحلي.

يعد هذا المشروع قرارا استراتيجيا يعكس التوجه الحكومي نحو تعزيز العدالة الاجتماعية وتوفير فرص التعليم العالي لشباب المناطق الجنوبية، ويعتبر بداية جديدة لمسيرة تنموية طويلة الأمد تسهم في تحقيق مستقبل أفضل للمنطقة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock