عبدالله الطايع النائب البرلماني، يوجه سؤالا كتابيا حول شجرة الأركان

تعد شجرة الأركان من أعرق وأهم الموارد الطبيعية في المغرب، حيث تساهم بشكل كبير في الحفاظ على البيئة وتحسين مستوى معيشة السكان المحليين، لا سيما في المناطق الجنوبية مثل سوس و كلميم وادنون و مناطق حاحا. تشتهر شجرة الأركان بخصائصها الفريدة، وهي رمز للاستدامة البيئية والثقافية، ومنتجاتها، على رأسها زيت الأركان، تعتبر من أرفع السلع التي تشتهر بها المملكة، مما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي بشكل ملموس.
لكن بالرغم من هذه الأهمية الاستراتيجية، تواجه شجرة الأركان العديد من التحديات التي تهدد استدامتها. في هذا السياق، طرح النائب البرلماني عبدالله الطايع سؤالا كتابيا حول الإجراءات التي تتخذها الحكومة لحماية هذه الشجرة الفريدة من التدهور المستمر، خاصة في ظل التأثيرات السلبية للعوامل الطبيعية والبشرية. فقد أشار النائب إلى أن التدهور الذي يطال شجرة الأركان ناتج عن عدة عوامل، أبرزها التعرية الناتجة عن التغيرات المناخية، خصوصا مع تكرار فترات الجفاف الحادة التي تشهدها المنطقة في السنوات الأخيرة.
التغيرات المناخية، بما في ذلك الجفاف والتقلبات في درجات الحرارة، تلقي بظلالها على نمو شجرة الأركان، مما يعرضها لعدة مخاطر بيئية. إلى جانب ذلك، تؤدي الأنشطة البشرية مثل الرعي الجائر، وقطع الأشجار بشكل غير مدروس، واستخدام الأراضي الزراعية بطرق غير مستدامة إلى تدمير الغطاء النباتي وتقليص المساحات الخضراء التي تحتضن هذه الشجرة الفريدة.
وفي هذا الإطار، تساءل النائب عبدالله الطايع عن الإجراءات التي يتم اتخاذها من قبل الجهات المختصة لحماية شجرة الأركان وضمان استدامتها في مواجهة التحديات البيئية والبشرية.
الجواب، وفقا للخبراء والمتابعين، يكمن في ضرورة تنفيذ تدابير منسقة على مختلف الأصعدة، بدءا من المستوى المحلي وصولا إلى المستوى الوطني. ومن بين هذه التدابير، دعم التعاونيات المحلية التي تلعب دورا محوريا في الحفاظ على شجرة الأركان وزيادة الوعي المجتمعي حول أهميتها البيئية والاقتصادية. كما يجب تكثيف الجهود من أجل تطوير تقنيات زراعية مستدامة تساهم في تعزيز نمو الأركان وحمايتها من العوامل السلبية مثل الجفاف والأنشطة البشرية الضارة. إضافة إلى ذلك، ينبغي تعزيز حملات التشجير وحماية الغابات بشكل عام، للحفاظ على التنوع البيولوجي ودعم البيئة.
إن الاهتمام بشجرة الأركان لا يقتصر على بعد بيئي فحسب، بل يعتبر ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في المناطق التي تحتضنها. فشجرة الأركان تساهم في توفير فرص عمل للسكان المحليين وتعزز الاقتصاد الوطني من خلال المنتجات المستدامة التي توفرها. لذا، يتعين على الحكومة والمجتمع المحلي تكثيف الجهود لحماية هذه الشجرة وضمان استدامتها للأجيال القادمة، مما يضمن الحفاظ على هذه الثروة الطبيعية للأجيال القادمة.