كارثة بمستشفى الزموري بالقنيطرة.. ..”حراس الأمن الخاص” ينوبون عن الأطباء

مكتب القنيطرة/ عزيز منوشي
مستشفى الزموري، يملك حراس الأمن
الخاص سلطة تقديرية غاية في الأهمية، يمكن من خلالها كما عاين موقع “هنا24” تحديد مصير حياة مريض، إذ يُقرر حارس الأمن الخاص ما مدى إصابة المريض وما إن كانت تتطلب علاجا آنيًا أو قابلا للانتظار، كما هو شأن طفل أصيب بالاختناق جراء استنشاق غاز ثاني أكسيد الكاربون، يتوجب على المريض انتظار زهاء 5 ساعات أو أكثر، فانتهى به الحال “مغمى عليه” هو الأخر فلما طلب الاب انقاد ابنه من الموت تعرض لسب وشتم من طرف حارس الامن الخاص
وطلب منه بعدم الدخول لاستعمال الاكسجين لطفله ومغادرة المستشفي” مول سبطار ” على حسب تصريح احد الموطنين.
عاينَ موقع “هنا24” أنَّ العشرات من المواطنين الذين التزموا ببرتوكول الانتظار العشوائي الذي تفرضه شركة خاصة في مجال الحراسة، مفوض لها تدبير القطاع الأمن بمستشفي زموري، تفاجؤوا بغياب الأطباء في الاستقبال، وذلك بعد مدة انتظار ناهزت “خمس ساعات” وفقًا لما تقوله “فاطمة” ذات 38 سنة، والتي قدمت من ضواحي الغرب وتقول وهي تتوعك من شدة الألم في بطنها والدموع تسيل على خدها “لا أعرف ماذا أفعل.. لا أحد يُعير لي الانتباه رغم طلبي للمساعدة ورغمَ أن حالتي مستعجلة”.
شهادات المواطنين تكشف عن مسلسل من التجاوزات، آخرها سيدة تُركت ليومين دون رعاية، ما أدى إلى تدهور حالتها الصحية قبل أن تُنقل إلى مصحة خاصة في مشهد مأساوي يتكرر باستمرار. هذه ليست حالة معزولة، بل جزء من نمط متكرر يفضح عجز وزارة الصحة عن مراقبة المستشفيات وضمان الحد الأدنى من الكرامة والخدمات للمرضى.
ورغم تفاقم الوضع، تواصل الحكومة تجاهل أصوات الاستغاثة، متجاهلة تقارير المنظمات الحقوقية التي تحذر من التدهور الخطير للخدمات الصحية. في المقابل، لم يجد المجتمع المدني بديلاً عن التحرك بنفسه، حيث أصدرت الاتحادية الإقليمية لوحدة الجمعيات بالقنيطرة بيانًا ناريًا يستنكر ما يحدث داخل المستشفى، مهددة بخطوات تصعيدية لكشف الحقيقة للرأي العام وإجبار المسؤولين على تحمل مسؤولياتهم.