خلفيات حرب الموانئ على المغرب…

عبدالحق عندليب
لماذا أصرت جماعة العدل والإحسان على توجيه إحدى مظاهراتها من قلب مدينة طنجة إلى ميناء طنجة المدينة؟ علما أن هذا الأخير هو ميناء سياحي لا يستقبل سوى البواخر السياحية. وحتى تتضح الصورة نذكر بالمناسبة أن هذه المظاهرة قد تسببت في حالة طوارئ قصوى داخل الميناء أدت إلى إجلاء حوالي ألف سائح بواسطة باخرتين إلى وجهة أخرى خوفا على أمنهم وسلامتهم وأمن وسلامة الباخرتين.
إذن بالاستناد إلى ما ترتب من أضرار أولية بسبب ترويج إشاعة تزعم أن هناك سفنا محملة بالسلاح متجهه إلى إسرائيل ترسو بالميناء، يتبين أن الخلفية المببتة هي في العمق ضرب السياحة في بلادنا أي ضرب الاقتصاد الوطني. وهذا في حد ذاته إعلان للحرب على المغرب لا تقل ضراوته عن العمليات الإرهابية التي استهدفت بلادنا منذ عقدين والتي تسببت في كساد سياحي أرخى بظلاله القاتمة لعدة سنوات على كل القطاعات المرتبطة بالسياحة وأثر بشكل سلبي على وضعية مئات الآلاف من العائلات المغربية التي تتعيش من عائدات السياحة.
أما توجه مظاهرة ثانية من نفس المدينة إلى الميناء الاستراتيجي الضخم طنجة المتوسطي الذي ترسو على أرصفته سفن تحمل البضائع والسلع والمتجهة إلى عدة دول في مختلف القارات فهو عمل يندرج كذلك ضمن مخطط ضرب الاقتصاد الوطني، ويتجلى ذلك بالملموس في إجبار شركات النقل العالمية إلى تجنب الرسو أو التوقف في هذا الميناء في حالة غياب الأمن مما قد يترتب عنه حرمان المغرب من أموال طائلة تجنيها الخزانة العامة من عائدات رسو هذه البواخر.
إن ما يؤكد الخلفية الخبيثة لإصرار العدل والإحسان على توجيه المظاهرات نحو موانئ الدارالبيضاء وطنجة بدعوى رسو بواخر محملة بالسلاح والمتجه إلى إسرائيل دون أن تكلف نفسها إعطاء الدليل والكشف عن الحجة هو أن الشركة الدنماركية المتهمة بنقل السلاح قد نفت نفيا قاطعا هذا الاتهام في بيان نشرته مؤخرا وأكدت فيه أنها الآن بصدد الاستعداد لمقاضاة الجهات التي روجت هذه الدعاية الكاذبة. وفي هذا الصدد عملت القناة القطرية الجزيرة التي كانت وراء الترويج لهذه الدعاية على نشر التكذيب بعد أن انكشفت خلفيات هذا العمل الشنيع الهادف إلى المس بالاقتصاد الوطني وبالضبط بموانئ المغرب التي أصبحت تنافس بقوة موانئ قطر وكءلك بخلفية المس بسمعة المغرب سياسيا ودبلوماسيا وبخلفية إثارة الفتنة.
هذه هي الأهداف الخبيثة التي تعمل جماعة الإخوان المسلمين الممثلة في جماعة العدل والإحسان بلوغها بتمويل ودعاية وتحريض من دويلة قطر التي تربطها بالمناسبة علاقات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية وعسكرية وطيدة ومكشوفة بإسرائيل. دويلة تمتلك ثروات مالية خيالية توظفها عمليا لتقوية نفوذ إسرائيل في الشرق الأوسط وتسهيل عدوانها ضد الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين واليمنيين، بل دويلة وضعت إمكانياتها ومطاراتها كقاعدة خلفية لشن الحروب المعلومة ضد العراق وسوريا ولبنان مما أدى إلى إسقاط نظام صدام حسين ونظام معمر القدافي ونظام بشارة الأسد وهي اليوم مصممة على استكمال مخططات هادفة إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وإعادة رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط تعود فيها لإسرائيل وتركيا وقطر حيث تعمل بكل الوسائل على خلق الفتنة في المغرب والنيل من وحدته الوطنية والترابية بتحريك خلاياها النائمة وطوابيرها الداخلية و بالتحالف مع نظام الكراغلة الذي تغدق عليه بأموال البيترو دولار لمواصلة استهداف وحدته الترابية وأمنه واستقراره.