مجتمع

حرمان تلميذين من حقهم في التعليم يثير موجة غضب  بتيوغزة

تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي وأوساط الساكنة المحلية بأسئلة محرجة حول الطريقة التي تدار بها خدمة النقل المدرسي من طرف جمعية “توادا الخير”، بجماعة تيوغزة ، في ظل استمرار حرمان بعض التلاميذ من حقهم في الولوج إلى المدرسة.

في مشهد يعكس واقعا مأساويا، يحرم أبناء إحدى الأسر المعروفة بظروفها الاجتماعية الصعبة من النقل المدرسي، رغم أن الجمعية نفسها بررت ذلك بـ”مشكل لوجيستي”، مؤكدة أنه “لا يمكن تسخير وسيلة نقل من أجل طفلين فقط”.
غير أن ما فجر غضب الساكنة هو ظهور حافلة الجمعية تخصص بالكامل لنقل عدد محدود من التلاميذ في ظروف توحي بوجود تمييز واضح وانتقائية غير مبررة، خصوصا وأن النقل يمول من المال العام ومن المفروض أن يوجه لخدمة الجميع، وليس لفئة معينة.
أب بسيط، لا يتوفر على دخل قار، وقف محتجا حاملا راية الوطن، يطالب فقط بأن يصل أبناؤه إلى مقاعد الدراسة مثل غيرهم.
لكن الواقع يقول شيئا آخر: من لا صوت له، لا حق له، حتى في الحافلة التي وجدت لأجله!
والسؤال المشروع: هل انتفت كل الحلول الممكنة لنقل طفلين؟ أم أن الأمر يتعلق بأولويات تبنى على معايير غير معلنة؟
ما زاد من حدة الاحتقان هو موقف رئيس الجمعية، الذي بدا متشددا في رفض توفير الخدمة للأطفال المعنيين، بينما سجلت تسهيلات مثيرة لتلاميذ آخرين في ظروف مختلفة، ما أثار تساؤلات حول معايير الاستفادة من النقل المدرسي داخل الجمعية.
السكان يتساءلون اليوم:
من يحدد أحقية الاستفادة؟ ولماذا يقصى البعض بينما يكرم البعض الآخر؟ وهل هناك خلفيات أو علاقات تؤثر على قرارات الجمعية خارج الإطار القانوني والتربوي؟

في خضم هذا الجدل، خرج والد التلميذين المحرومين من النقل المدرسي بنداء مباشر إلى السلطات المحلية والإقليمية، على رأسهم قائد قيادة تيوغزة والسيد عامل إقليم سيدي إفني، السيد محمد ضرهم، داعيا إلى التدخل العاجل لرفع الحيف عن أبنائه، وفتح تحقيق في طريقة تدبير النقل من طرف الجمعية.
وقال الأب في رسالته إن ما يطالب به ليس امتيازا، بل حقا مشروعا يكفله الدستور، وتفرضه العدالة الاجتماعية، مؤكدا أنه مستعد للمحاسبة إذا ثبت أن ما يقوله غير صحيح، لكن “الصور، والوقائع، والمواقف الظالمة لا يمكن إنكارها”، حسب تعبيره

لذا يجب أن يعامل أبناء الشعب على قدم المساواة، وأن لا يحرم طفل من حقه في التعلم بسبب فقر والده أو غياب “ظهر” يحميه.
العدالة الاجتماعية ليست شعارا، بل سلوك يجب أن يظهر في التفاصيل الصغيرة… كأن تركب طفلين في الحافلة، بدل أن تقصيهم بحجة “اللوجستيك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock