منوعات

علي المرابط… حينما يسقط الكذب من فم صاحبه!

مكتب القنيطرة/عزيز منوشي

في آخر خرجة له  أطلق اليوتوبر علي المرابط رصاصة الرحمة على روايته الخرافية حول مهدي حيجاوي، الرجل الذي سبق ونسج حوله صورة “السوبر كولونيل ماجور” و”رجل الظل” داخل جهاز DGED. المفارقة أن من فجّر الرواية هذه المرة… هو صاحبها نفسه!

في محاولة ترقيعية يائسة، زعم المرابط أن حيجاوي مرّ من الثانوية العسكرية وربما تخرج من الأكاديمية، كمحاولة لتغطية أخطاءه السابقة، دون أن يدرك أنه بنى تناقضاً جديداً ينسف ما بناه بلسانه. فرتبة “أجودان” التي سبق أن ألصقها به، لا علاقة لها إطلاقاً بخريجي الأكاديمية الملكية العسكرية. هؤلاء يُصنفون ضمن سلك الضباط، فيما “أجودان” تُمنح لضباط الصف. فهل يعقل أن يكون شخصٌ من سلكين مختلفين في الوقت نفسه؟!

المرابط، كعادته، لم يقدّم أي دليل. فقط “مصدر مجهول” أرسل له المعلومة. لا وثائق، لا تواريخ، لا أسماء مؤسسات. كل شيء غامض، ملفّق، ومرتبك. الأخطر من ذلك أنه ادعى أن حيجاوي التحق بـDGED سنة 1990، أي في سن 17 عاماً! وبرتبة “أجودان”! فهل أصبح المراهقون يُمنحون رتباً عسكرية في جهاز حساس كالمخابرات؟!

الحقيقة أن الثانوية العسكرية، التي حاول المرابط الاستقواء باسمها، لا تمنح أي صفة عسكرية. هي فقط مؤسسة تأهيلية في مستوى الثانوي، هدفها الإعداد لمباريات المدارس العسكرية. وبالتالي، لا يمكن الاعتماد عليها كدليل على انتماء عسكري رسمي أو رتبة من الرتب العليا.

كلما حاول المرابط ترقيع خرافته، زاد في فضح نفسه. ففي تصريحاته السابقة، صوّر حيجاوي تارةً كمستشار للمستشار الملكي، وتارةً كمنبوذ من الدولة، وطرد بأمر ملكي. بل جعل مدير المخابرات، ياسين المنصوري، تارة يرقّيه إلى “كولونيل ماجور”، وتارة أخرى لا وجود له في القصة أصلاً. هذا التناقض لا يُنتج رواية استقصائية، بل خيالاً مضطرباً.

حيجاوي في رواية المرابط يشبه كرةً تتقاذفها الأدوار: من مراقب بسيط، إلى عرّاب مالي، إلى رجل القصر، إلى المنفي السياسي، إلى الفاضح، إلى الفاسد. كل هذه التحولات السريعة والمفتعلة تُسقط مصداقية الرواية، وتحوّلها إلى ملهاة رديئة.

الخلاصة؟ علي المرابط لا يدافع عن الحقيقة، بل عن “الأنا” المتضخمة التي تبني الشهرة على حساب العقول. وكل فيديو جديد له، هو خطوة أخرى في انهيار خرافة اسمها “السوبر كولونيل حيجاوي”، الذي لم يكن سوى شبحاً في خيال مرابط يلهث خلف الإثارة الرخيصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock