ثقافة وفن

تازة دوار باب لوطة بتاهلة.. العطش والعزلة في زمن اللامبالاة

 

في عمق جماعة تاهلة التابعة لإقليم تازة، يقبع دوار “باب لوطة” في عزلة قاتمة، يئن تحت وطأة الإهمال وغياب أبسط مقومات الحياة الكريمة. فبين انعدام الماء الصالح للشرب ووعورة الطريق التي تكاد تُشلّ معها حركة السكان، يعيش الأهالي وضعاً لا يُطاق، في ظل غياب واضح لرئيس الجماعة والسلطة المحلية، وكأن هذا الدوار لا يدخل ضمن خريطة الوطن.

معاناة الساكنة تتضاعف يوماً بعد يوم. النساء يقطعن المسافات لجلب دلو ماء، والأطفال يحاولون التعايش مع واقع الطريق المتآكلة، التي تتحول إلى مستنقعات شتاءً وغبار خانق صيفاً. أما المرضى، فقصتهم مع الطريق تثير الشفقة، إذ إن الوصول إلى أقرب مركز صحي يُعد مغامرة محفوفة بالخطر.

الغريب في الأمر أن نداءات السكان المتكررة لم تجد أذاناً صاغية. لا أحد من المسؤولين تجرأ على زيارة المنطقة أو حتى التفاعل مع مطالبهم، وكأن “باب لوطة” خارج تغطية المسؤولية.

في زمن يتحدث فيه الجميع عن التنمية والتقدم، ما زالت قرى مثل باب لوطة تصارع العطش، وتنتظر حقها في طريق صالح، وفي عيش كريم، وفي مسؤولين يعرفون معنى الواجب.

فهل من مجيب؟ أم أن صرخة باب لوطة ستظل تذوب في صمت الجبال؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock