المهدي بنسعيد: “السياسي الذي يفكر في 2026 لا يهتم بالمواطنات والمواطنين”

مكعب القنيطرة/عزيز منوشي
في تصريح أثار اهتمام المتتبعين للشأن السياسي بالمغرب،
أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، أن “السياسي الذي ينشغل منذ الآن بالتحضير لاستحقاقات 2026، لا يمكن أن يكون مهتما فعلا بقضايا المواطنات والمواطنين”، معتبراً أن الأولوية اليوم يجب أن تكون للعمل الميداني وتقديم نتائج ملموسة.
هذا التصريح جاء في سياق نقاش سياسي محتدم حول مدى التزام المسؤولين العموميين بمهامهم الحالية، في مقابل ما يعتبره البعض “حملة انتخابية سابقة لأوانها”. وأكد بنسعيد أن الحكومة الحالية أمامها ملفات كبرى تتطلب تركيزاً كاملاً، بدءاً من ملف التشغيل، مروراً بإصلاح التعليم، ووصولاً إلى تعميم الحماية الاجتماعية، مضيفاً أن الانشغال بالحسابات السياسية الضيقة لا يخدم المصلحة العامة.
الواقعية في الطرح أم خطاب للاستهلاك؟
تصريحات بنسعيد فتحت الباب أمام تساؤلات مشروعة حول مدى التزام الفاعلين السياسيين فعلاً بمبادئ النجاعة والشفافية. ففي الوقت الذي يعاني فيه المواطن المغربي من تحديات يومية مرتبطة بغلاء المعيشة، ومحدودية فرص الشغل، وخصاص في الخدمات الأساسية، يبدو أن جزءاً من الطبقة السياسية منشغل أكثر بمواقع النفوذ القادمة.
لكن البعض يرى في كلام الوزير نوعاً من “الواقعية السياسية”، ومحاولة لإعادة تركيز النقاش العمومي حول الأولويات الحقيقية، خصوصاً أن بنسعيد نفسه ينتمي إلى جيل جديد من السياسيين الذين يرفعون شعار “النتائج بدل الوعود”.
بين خطاب النوايا وتحديات الإنجاز
ما يميز تصريح بنسعيد هو أنه يوجه نقداً ضمنياً حتى داخل الأغلبية الحكومية، ويدعو، بطريقة غير مباشرة، إلى وقفة تأمل جماعية، من أجل تقييم الأداء والرفع من منسوب الثقة بين المواطن والمؤسسات.
ويبقى السؤال الأهم: هل سيكون لهذا النوع من الخطابات وقع فعلي على الأداء الحكومي؟ أم أنها مجرد رسائل إعلامية لا تلبث أن تختفي مع اقتراب لحظة 2026 نفسها؟