حوادث

برمي القنيطرة… حي منسي وسط الإهمال واللامبالاة

مكتب القنيطرة/عزيز منوشي

في قلب مدينة القنيطرة، وتحديدًا بحي برمي، يعيش المواطن يوميًا مشاهد يُفترض أن تنتمي إلى قرى نائية في عمق إفريقيا، لا إلى مدينة تعتبر من بين أكبر الحواضر المغربية. أبقار سائبة تجوب الشوارع، أزبال متراكمة في كل زاوية، وكلاب ضالة تتحرك بكل حرية، فيما يغيب أي أثر حقيقي لسلطة محلية تُفترض فيها المواكبة والمراقبة والتدخل.

أين سيدة القائدة؟
من الملاحظ أن القائدة المسؤولة عن هذه المنطقة غائبة تمامًا عن الميدان. السكان لا يرونها ولا يشعرون بوجودها، رغم حجم التدهور البيئي والمشهد المقلق الذي يعيشه الحي يومًا بعد يوم. هل تكتفي الإدارة الترابية بالحضور في المناسبات؟ أم أن القرب من المواطن أصبح مجرد شعار دون مضمون؟

حملات بهلوانية… بلا أثر
في محاولة لتدارك الفشل، أطلقت السلطة المحلية مؤخرًا حملة لجمع الأبقار السائبة، لكن بأسلوب هزلي لا يُقنع أحدًا. بعض أعوان السلطة – المعروفين باسم المقدمين – شوهدوا وهم يلتقطون صورًا “استعراضية” مع البهائم بدل التحرك الجدي لحماية الحي. المواطن يتساءل: هل أصبح “تصوير البقرة” إنجازًا؟

المقدمين بصحة جيدة… فأين العمل؟
الطامة الكبرى أن جل المقدمين التابعين للقيادة في برمي هم في صحة ممتازة وقادرون على النزول الميداني، لكن الواقع يُظهر أن معظمهم يكتفون بالمكاتب أو يتدخلون بشكل موسمي. ألم يكن الأجدر أن تتم برمجة دوريات يومية، وأن تكون هناك استراتيجية وقائية لمحاربة مظاهر التهميش بدل التصوير والبهرجة؟

برمي… الحي الذي يبحث عن كرامته
لم يعد سكان برمي يطالبون بالمشاريع الكبرى أو الخدمات المتقدمة، بل فقط بـ الحد الأدنى من النظافة والأمن والاحترام. أصبح الحي بمثابة نقطة سوداء في خريطة المدينة، ومع ذلك فإن المجلس الجماعي والسلطات المحلية يكتفون بالتفرج.

إذا كانت سيدة القائدة لا تنزل للميدان، وإذا كان أعوانها منشغلين بـ”الحملات البهلوانية”، فمن سيهتم بشأن المواطن؟ برمي القنيطرة لا يحتاج إلى كاميرات بل إلى ضمائر حية ومسؤولين ميدانيين. لأن الكرامة لا تُستجدى… بل تُنتزع بفعل جاد ومسؤول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock