ورش تكوين موظفي الإشهاد على الإمضاء بالقنيطرة.. مبادرة جيدة أم محاولة لتجميل واقع هش؟”

مكتب القنيطرة/عزيز منوشي
في خطوة يبدو أنها تسعى إلى تحسين صورة الجماعة أكثر مما تسعى فعلياً إلى تجويد الخدمة العمومية، أطلقت جماعة القنيطرة بشراكة مع وزارة الداخلية أياماً دراسية لتوحيد مساطر الإشهاد على صحة الإمضاء ومطابقة النسخ لأصولها، تحت شعارٍ فضفاض لا يعكس واقع الممارسة اليومية في الملحقات الإدارية.
صحيح أن تنظيم مثل هذه اللقاءات التكوينية يعتبر خطوة إيجابية من حيث المبدأ، لكن التساؤل الجوهري هو: هل تكوين الموظفين هو فعلاً مكمن الخلل، أم أن أصل المشكل يكمن في غياب الإرادة السياسية الحقيقية لتحسين جودة الخدمات، وضعف الموارد البشرية، وسوء التسيير الإداري في عدد من المكاتب الملحقة؟
من يرتاد الملحقات الإدارية بالقنيطرة، يعلم تماماً أن المشكل ليس فقط في مساطر الإمضاء، بل في طوابير الانتظار الطويلة، والنقص الحاد في التجهيزات، وضعف التكوين المستمر، وتفاوت كبير بين الملحقات من حيث الجودة والنجاعة. المواطن يشتكي من البيروقراطية، ومن سوء الاستقبال، وأحياناً من المعاملة غير اللائقة، وكل هذا لا يُعالَج فقط بدورات تكوينية ظرفية.
ثم إن التسويق الإعلامي لهذا الحدث، وكأن الأمر يتعلق بـ”إصلاح جذري”، لا يعكس سوى محاولة لتلميع صورة الجماعة، خصوصاً في ظل الانتقادات المتزايدة حول تراجع مستوى الخدمات العمومية بالمدينة في مختلف القطاعات. فلو كانت هناك نية حقيقية للإصلاح، لتم إشراك المرتفقين أنفسهم عبر آليات التقييم والمقترحات، بدل الاكتفاء بالتكوينات التقنية المنغلقة داخل القاعات المكيفة.
في الختام، لا يمكن إنكار أن مثل هذه المبادرات التكوينية ضرورية، لكنها تظل قاصرة ما لم تُرافق بإصلاح شامل لمنظومة العمل الإداري، وتحسين ظروف العمل للموظف، وتطوير أدوات المراقبة والتتبع، وقبل كل شيء، إشاعة ثقافة الخدمة العمومية باعتبارها واجباً وليس مزيّة.



