سيدي بوغابة.. حينما تصبح الحقيقة ضحية التسرع في الكلام

مكتب القنيطرة/عزيز منوشي

أثار فيديو نُشر مؤخراً للمدعو أشرف بلمودن الكثير من الجدل، بعدما تطرق إلى وضعية “باركينغ سيدي بوغابة” بطريقة تفتقر إلى التحري والموضوعية، حيث وصف الحالة بـ”المزرية” وادّعى أن الأجانب قد يظنون أن المغرب “دويلة” إذا ما مروا من تلك الطريق.

نقول للسيد أشرف: المغرب دولة ذات سيادة ومؤسسات، ودولة القانون لا تُقاس من مشهد عابر أو من زاوية ضيقة يختارها شخص لتأجيج الرأي العام، بل تُقاس بالوقائع، بالقانون، وبما تتيحه المساطر المعمول بها في تدبير الشأن العام.

أما بخصوص “باركينغ سيدي بوغابة”، فالمكان موضوع كراء قانوني، وقد رُخص له وفق المساطر الجاري بها العمل، ويؤدى مقابله مبلغ مالي لفائدة الجماعة، وهو جزء من اتفاق واضح بين الأطراف المعنية. وهذا يعني أن لا وجود لأي احتلال عشوائي أو فوضى كما حاول البعض الإيحاء بذلك.

نحن لا ندّعي أن كل شيء مثالي، ولا أن المرافق العمومية خالية من الإشكالات، لكن من غير المقبول أن تتحول منصات التواصل الاجتماعي إلى فضاءات لتوزيع الاتهامات دون دليل، أو للتشهير بمؤسسات وأفراد بشكل مجاني.

نحن اليوم في مغرب المؤسسات، ومن أراد الإصلاح أو كشف الخلل، فالباب مفتوح أمامه، لكن بشرط: الالتزام بالحقيقة، والتسلح بالمعلومة، واحترام ذكاء المواطنين