القنيطرة من جماعة غاب عنها المواطن… إلى بلاطو عالمي!

مكتب القنيطرة/عزيز منوشي
تشهد جماعة القنيطرة، أو بالأحرى “الضريح الإداري المهجور”، حركية غير معتادة هذه الأيام، والسبب؟ لا يتعلق الأمر بتحسين الخدمات أو الاستجابة لمطالب المواطنين، بل باستعدادات محمومة لتصوير فيلم أجنبي عالمي، يوم الثلاثاء المقبل.
نعم، استنفرت المصالح الجماعية كل طاقاتها فجأة: صباغة، تنظيف، ترتيب فضاءات، وتجميل واجهات مكاتب كانت حتى الأمس القريب تعج بالغبار والإهمال. الموظفون الذين اعتاد المواطن القنيطري أن يجدهم “خارج التغطية”، صاروا اليوم في سباق مع الزمن، ليس خدمة للمرتفق، بل لإرضاء عدسة كاميرا أجنبية!
فجأة، تحوّلت الجماعة من مكان يبعث على الكآبة الإدارية إلى بلاطو سينمائي نظيف ومرتب. وكأنّ هذا المرفق العمومي لم يكن لسنوات خلت سوى مكان تنبعث منه رائحة الانتظار والتهميش، يزوره المواطن لا ليتلقى خدمة بل ليصطدم بجملة من العراقيل الإدارية.
المفارقة الساخرة أن الجماعة، التي لم تُصبغ منذ سنوات، لم يتحرك فيها شيء إلا عندما دخل “المخرج السينمائي” بدل “المواطن المغلوب”. فهل صار المواطن المغربي أقل قيمة من “مشهد سينمائي عابر”؟ وهل يجب أن تتحول الإدارات إلى مواقع تصوير لكي تُحترم وتُنظف وتُجمل؟
من كان يظن أن السبيل الوحيد لإصلاح مرافقنا العمومية هو مجيء هوليود أو نتفليكس؟! فربما الحل مستقبلاً هو تصوير فيلم كل شهر… علّنا نحصل على “خدمة عمومية بالصدفة”!



