شارع المسيرة… باشا يُخطط، والساكنة تُصلح الحفر!

مكتب القنيطرة/عزيز منوشي
في مشهد حضري يعيد نفسه في كل مرة بحماس موسمي، ترأس باشا مدينة القنيطرة، السيد بنعاشر عرابة، اجتماعًا تقنيًا موسعًا للحديث عن “مشروع تهيئة شارع المسيرة الخضراء”، وكأن الشارع ذُكر لأول مرة في كتب التخطيط!
ما أن أُعلن عن الاجتماع حتى ضجت القاعات الرسمية بأسماء وصفات براقة: رئيس الدائرة، الشرطة الإدارية، الشركة الجهوية، وممثلو الماء والكهرباء… لكن ما غاب عن اللقاء هو أصوات الساكنة التي تسير فوق الحفر كل صباح، وتكاد تبتلعها الأرصفة المتهالكة كل مساء.
🏗️ مشروع مؤجل… ووعود متأخرة
شارع المسيرة، الذي يُفترض أن يكون من “الشرايين الحيوية للمدينة”، تحوّل لسنوات إلى مجرد سلسلة من الحفر، والروائح الكريهة، والاحتلال العشوائي. فهل يحتاج إصلاح شارع بهذا الحجم إلى كل هذا الانتظار، وكل هذه الاجتماعات التي تُنظم أكثر مما تُنجز؟
أين كانت هذه الرؤية الحضرية عندما بدأت التوسعات العمرانية في حي الساكنية؟ ولماذا تُربط اليوم الإصلاحات بـ”الجمالية الحضرية”، بينما المواطن لا يطلب أكثر من طريق لا تُمزق سيارته، ورصيف لا يزاحمه عليه الفرّاشة؟
🤝 تنسيق أم استعراض؟
باشا المدينة شدد، حسب البلاغ الرسمي، على “ضرورة التنسيق التام بين المتدخلين”. لكن القنيطريين يعرفون جيدًا أن مثل هذه المشاريع تبدأ دائمًا بـ”تنسيق محكم” وتنتهي بـ”تبادل التهم” بين الإدارات، بينما تبقى النتائج في الميدان باهتة، إن لم تكن كارثية.
وهنا نتساءل: هل التنسيق الحقيقي يعني الاستماع للساكنة والتجار وأصحاب السيارات والراجلين؟ أم أنه مجرد صورة جماعية وبلاغ إعلامي جميل، سرعان ما يُنسى في أدراج الإدارة؟
🚦 المسيرة إلى أين؟
ما يحتاجه شارع المسيرة ليس فقط توسعة في الطريق، بل توسعة في العقلية التي تُدير مشاريع المدينة. لا نريد “حفل نوايا حسنة”، بل نريد ورشًا فعليًا، متابَعة يومية، محاسبة علنية، وشوارع تحترم المارة قبل السيارات.
لأن القنيطرة، ببساطة، تستحق أكثر من اجتماعات موسمية وبلاغات مطمئنة.



