اليوتيوب والمعارضة المصطنعة: من التعبير الحر إلى وظيفة مدفوعة ضد الأوطان

مكتب القنيطرة/عزيز منوشي
في عصر أصبحت فيه المنصات الرقمية أقوى من القنوات التقليدية، لم يعد كل من يحمل كاميرا “صوت حر”، ولا كل من يُحسن المونتاج “صحافيًا مستقلًا”.
لقد ظهرت فئة جديدة: معارضون بالتقسيط، يُمارسون دور البطولة أمام الشاشات، بينما تُدار خيوطهم من خلف الستار.
هشام جيراندو ليس حالة فريدة. بل نموذج صارخ ليوتوبر تحول من محتوى الترفيه والتساؤلات البسيطة، إلى التهجم على مؤسسات الدولة بأسلوب ساخر، شعبوي، ومدروس.
لكن السؤال الحقيقي هو:
لماذا أصبحنا نرى مثل هذه الأصوات تهاجم، لا تُناقش؟ تتهكم، لا تُقنع؟
الجواب واضح: لأن بعضها لا يعارض من أجل التغيير، بل من أجل الدور.
هي شخصيات تُسوَّق كـ”ضحايا”، ثم تُعاد برمجتها، لتُصبح أدوات حرب نفسية تُبث من الخارج، وتستهدف الداخل.
جيراندو وغيره، لا يملكون مشاريع ولا برامج.
بل يملكون فقط مهارات: الصوت العالي، السخرية، التمثيل، وقابلية “الاستعمال” في معركة أكبر منهم.
متى ينتهي هذا النوع من المعارضات المصطنعة؟
حين نُحصّن الوعي.
حين نُميّز بين من يُمارس النقد بدافع الغيرة، ومن يُمارسه بدافع الدولار.
الوطن لا يخاف من النقد النزيه، بل يحتقر التهريج المأجور.