جماعة الأخصاص بدون سيارة إسعاف ، ساكنة بين مطرقة المرض وسندان الانتظار

رغم ما عرفته بعض الجماعات القروية من تحسن نسبي في البنيات التحتية الصحية خلال السنوات الأخيرة، ما تزال جماعة الأخصاص بإقليم سيدي إفني تعاني من غياب وسائل إسعاف أولية، وعلى رأسها سيارة إسعاف خاصة بالجماعة، ما يجعل حياة الساكنة في خطر دائم خاصة في حالات الطوارئ والاستعجال.
في الوقت الذي تعتبر فيه سيارة الإسعاف ضرورة حيوية في بعض المناطق بسبب بعد المستشفيات وصعوبة التضاريس، تجبر ساكنة الأخصاص على الاستنجاد بسيارات إسعاف الجماعات المجاورة، مثل جماعة سيدي مبارك، سيدي احساين أوعلي، أو جماعة أيت عبد الله. ومع بعد المسافات والإكراهات المرتبطة بتوفر هذه السيارات من عدمه، يتأخر التدخل الطبي، ما قد يؤدي إلى تفاقم حالات مرضية كان يمكن إنقاذها في وقت أقصر.
يقول أحد سكان الاخصاص: “في حالات الولادة أو الحوادث، نضطر للانتظار ساعات أحيانا حتى تصل سيارة الإسعاف من جماعة مجاورة، وهذا أمر غير معقول. حياة الناس لا تحتمل التأجيل.”
هذا الوضع يطرح أسئلة مشروعة حول أولويات التدبير المحلي وغياب العدالة المجالية في توزيع الخدمات الصحية. كما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتوفير موارد أساسية تضمن كرامة المواطن وحقه في العلاج في ظروف آمنة.
المجتمع المدني بدوره دق ناقوس الخطر، مطالبًا الجهات المعنية، سواء المحلية أو الإقليمية، بالتدخل العاجل لتوفير سيارة إسعاف مجهزة وتكوين طاقم طبي أولي يكون جاهزا للتعامل مع الحالات المستعجلة.
إن استمرار الوضع على ما هو عليه، لا يهدد فقط السلامة الصحية لساكنة الأخصاص، بل يعمق أيضا شعور التهميش الذي تعانيه المناطق القروية، في الوقت الذي ترفع فيه الدولة شعار تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية.



