مجتمع

الاحتجاج بوردة.. المغاربة يعطون درساً في الوطنية والاحترام

مكتب القنيطرة/عزيز منوشي

 

في مشاهد مؤثرة شهدتها عدد من المدن المغربية خلال الأيام الأخيرة، اختار عدد من المحتجين التعبير عن مواقفهم بأسلوب حضاري غير مسبوق، من خلال توزيع الورود على عناصر الأمن والقوات المساعدة المنتشرة في الميدان.

 

هذه المبادرة لم تكن مجرد لحظة رمزية، بل كانت رسالة قوية موجهة إلى الجميع، مفادها أن الاحتجاج لا يعني العداء، وأن رجال الأمن ليسوا خصوماً بل إخوة في الوطن. فالمطالب الاجتماعية والسياسية لا تلغي روابط الانتماء المشترك، ولا تُفسد روح الاحترام المتبادل.

المحتجون، ومعظمهم من فئة الشباب، أكدوا من خلال تصرفاتهم أن جيل اليوم لا علاقة له بأعمال التخريب أو الفوضى، بل يطالب بحقوقه بطريقة سلمية وحضارية. غير أن احتجاجاتهم تم استغلالها في بعض المناطق من طرف منحرفين وأصحاب سوابق وباعة خضروات والفوكه العشوائين وبعض مروجي المخدرات، الذين لا علاقة لهم بالحركات الاحتجاجية السلمية. وهو ما أدى أحياناً إلى انحراف بعض الوقفات عن مسارها السلمي وتحولها إلى أعمال شغب معزولة.

رغم ذلك، ظل أغلب المحتجين متمسكين بسلميتهم وباحترامهم لمؤسسات الدولة، مؤكدين أن مطالبهم المشروعة يجب أن تظل بعيدة عن أي استغلال أو انحراف.

وقد أثارت هذه الصور والمواقف إعجاباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون نموذجاً راقياً للتعبير السلمي المسؤول، ورسالة واضحة بأن الشباب المغربي الواعي هو ركيزة المستقبل وليس مصدر تهديد.

بهذه المبادرة، أعطى المغاربة الأحرار درساً جديداً في الوطنية والوعي، مؤكدين أن المطالبة بالحقوق يمكن أن تتعايش مع احترام مؤسسات الدولة، وأن الأمن والمواطنين شركاء في بناء وطن يسوده السلم والاحترام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock