جيل زد يعود إلى الشارع… صرخة جيل جديد ضد الفساد والرداءة

✍️ الرباط – هنا24 عزيز منوشي
عاد شباب المغرب إلى الشارع اليوم الخميس، في الرباط والدار البيضاء وطنجة، حاملين شعارات قوية تعبّر عن غضب جيل جديد تجاه واقع اجتماعي واقتصادي وتعليمي مأزوم، ومطالبين بإصلاحات عميقة تُعيد الثقة في الدولة والمؤسسات.
فحركة “جيل زد” التي برزت في الأسابيع الأخيرة كقوة احتجاجية غير مؤطرة حزبياً ولا نقابياً، نجحت مرة أخرى في تعبئة مئات الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للخروج في وقفات سلمية ترفع مطالب واضحة: إسقاط الفساد، إصلاح التعليم، إنقاذ الصحة، وضمان العدالة الاجتماعية.
ورغم محاولات التهدئة الرسمية، فإن استمرار هذه التحركات يبعث رسالة سياسية قوية: جيل اليوم لم يعد يقبل بسياسات الترقيع، ولا بالشعارات الفارغة. إنه جيل رقمي، منظم افتراضياً، يتحرك بسرعة خارج القنوات التقليدية، ويطالب بنتائج ملموسة لا وعود مؤجلة.
الوقفات التي عرفتها شوارع الرباط والدار البيضاء وطنجة، جرت في أجواء سلمية وسط حضور أمني وازن، دون تسجيل مواجهات أو أحداث عنف، وهو ما يعكس وعي المحتجين وانضباطهم، مقابل غياب أي مبادرات سياسية جدية لفتح قنوات حوار حقيقية معهم.
ما يميز حراك “جيل زد” أنه لا يحمل خلفية أيديولوجية تقليدية، بل يعكس تراكمات الغضب الشعبي من الفساد، ضعف الخدمات العمومية، وتهميش صوت الشباب في القرار. فالمطالب ليست معقدة: تعليم عمومي جيد، صحة تحفظ الكرامة، محاربة المحسوبية، وفرص عيش كريم.
✍️ رأي
لقد وصل صوت هذا الجيل إلى الشارع وإلى كل بيت. لم يعد بالإمكان التعامل مع هذه المطالب بمنطق التجاهل أو التسويف. التاريخ علّمنا أن الأصوات التي تبدأ هادئة قد تتحول إلى موجات جارفة إن لم تجد من يصغي لها. أمام الحكومة اليوم خياران لا ثالث لهما: إما فتح حوار حقيقي مع هذا الجيل، أو المخاطرة بفقدان آخر ما تبقى من الثقة







