بسيدي يحيى الغرب… “العكر على الخنونة”: مشروع بمليارات يفضح هشاشة الأشغال تحت أعين العامل إدريس الروبيو

مكتب القنيطرة/عزيز منوشي
تحولت مشاريع التأهيل الحضري بمدينة سيدي يحيى الغرب إلى نموذج فاضح لاختلالات الإنجاز وغياب الصرامة في المراقبة، رغم الظهور المتكرر للعامل إدريس الروبيو وهو يتابع المشاريع ميدانيا في القرى والمداشر. صور وخرجات ميدانية بالجملة… لكن أول اختبار حقيقي مع أولى قطرات المطر أسقط ورقة التوت وكشف هول الغش الذي ابتلعت خلاله المدينة ملايير من المال العام دون نتيجة تذكر.
المطر يكشف المستور… شوارع بملايير لم تصمد لساعات
ما إن نزلت الأمطار حتى انهارت أجزاء من الشوارع التي كانت موضوع أشغال التأهيل، وظهرت الحفر العميقة وانجرفت الطبقات الإسفلتية بشكل يعكس ضعف البنية الأرضية وغياب المعايير التقنية الأساسية. ما وقع لم يكن مفاجأة؛ فقد سبق للمجتمع المدني أن دق ناقوس الخطر محذرا من بطء الأشغال ورداءتها والصمت الرسمي الذي يرافقها.
لكن التحذيرات ذهبت أدراج الرياح، واستمرت الشركات في العمل بمنطق “الربح السريع” وبعيدا عن الجودة المطلوبة، دون أن تتحرك الجهات الوصية لتصحيح المسار أو فرض احترام الدفاتر التقنية.
شركة ضعيفة… أشغال مغشوشة… ومحاسبة غائبة
الانهيارات الأخيرة كشفت أن الشركة المكلفة لم تكن في مستوى مشروع يفوق قدراتها، وأن طبقات الردم لم تكن مضغوطة بالشكل الكافي، وأن الأشغال تمت بـ”طريقة مغشوشة” جعلت البنية تنهار في أول امتحان حقيقي.
وهو ما يعيد إلى الواجهة سؤالا عميقا: من يراقب؟ ومن يوقع على محاضر نهاية الأشغال؟ ومن يحمي المال العام؟
“السميدة والكيكة”… وصف دقيق لمسارات إسفلتية هشة
أشرطة الفيديو والصور التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت حجم العبث الذي عاشته المدينة:
أشغال بطيئة
عمال قليلون
غياب علامات التشوير
تعريض سلامة المارة للخطر
تكسير شامل للأزقة وتركها في فوضى ساخرة
والنتيجة مسارات إسفلتية وصفها السكان بـ”السميدة والكيكة” لسهولة انهيارها مع أول نقطة مطر.
غضب شعبي عارم… وسكان يطالبون بالمحاسبة
الغضب بلغ ذروته بعد انتشار صور تظهر ملايين الدراهم تُهدر أمام أعين الجميع. سكان سيدي يحيى الغرب لم يعودوا قادرين على احتمال المزيد من التهميش، إذ تتحول كل ورشة إلى كارثة جديدة، وكل مشروع إلى حكاية سوداء تنتهي بوجوه مسؤولة تلتقط الصور فيما المدينة تغرق في الوحل.
14 مليار “تبخرت” في مشروع لا يصمد أمام الشتاء
المشروع الذي تتجاوز قيمته 14 مليار سنتيم، والداخل ضمن برنامج التأهيل الحضري، صار عنوانا كبيرا لسوء التدبير وغياب المحاسبة. وهو ما يفرض ضرورة تدخل عاجل من وزارة الداخلية وجهة الرباط–سلا–القنيطرة باعتبارها ممولا أساسيا للمشروع، لوقف هذا النزيف قبل أن تتحول الأخطاء التقنية إلى كوارث بنيوية طويلة المدى.
الختام… مدينة تُعاقب بسبب سوء التدبير
إن ما يجري في سيدي يحيى الغرب يعكس خللا عميقا في تدبير المشاريع العمومية، ويجعل المدينة رهينة شركات ضعيفة ومساطر مغشوشة تفتقد للصرامة والمحاسبة.
الوقت لم يعد يسمح بالانتظار…
وجب التدخل الفوري قبل فوات الأوان.





