تنظيم مهرجان تيميتار يثير الجدل في ظل فاجعتي آسفي وفاس.

في وقت لم تندمل فيه بعد جراح الفاجعتين اللتين هزتا مدينتي آسفي وفاس، وما خلفتاه من ضحايا ومعاناة إنسانية عميقة لدى الأسر المتضررة والرأي العام الوطني، أُقيم مهرجان تيميتار وكأن البلاد تعيش وضعا عاديا لا تشوبه الأحزان ولا يفرض لحظة حداد أو مراجعة للأولويات.
وفي هذا السياق، عبر إبراهيم الشاطير، عضو الشبكة المغربية لحقوق الإنسان، عن استغرابه الشديد من تنظيم هذا الحدث الفني في توقيت وصفه بـ«غير الملائم»، معتبرا أن مثل هذه التظاهرات كان من الأجدر تأجيلها احتراما لمشاعر أسر الضحايا وتقديرا لحجم الألم الذي لا يزال يخيم على عدد من المدن المغربية.
وأوضح الشاطير أن الاحتفاء بالمهرجانات والأنشطة الترفيهية في ظل هذه الظروف يطرح تساؤلات حقيقية حول مدى حساسية الجهات المنظمة والمسؤولة تجاه القضايا الإنسانية والاجتماعية الملحة، مضيفا أن التضامن مع المتضررين لا يجب أن يظل حبيس الشعارات، بل ينبغي أن يترجم إلى قرارات عملية تعكس روح المسؤولية والإنصاف.
وأشار المتحدث إلى أن المغرب يعيش مرحلة تستدعي تغليب منطق الحكامة الاجتماعية والإنسانية، وتوجيه الجهود نحو دعم الضحايا، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الفواجع، بدل إعطاء الانطباع بأن الحياة العامة تسير بمعزل عن آلام المواطنين.
ويأتي هذا الجدل في وقت تتصاعد فيه دعوات فعاليات حقوقية ومدنية إلى إعادة النظر في سياسة تنظيم المهرجانات، خاصة عندما تتزامن مع أحداث مأساوية تمس الوجدان الجماعي للمغاربة، وتفرض وقفة تأمل وحداد قبل أي احتفالات.



