فضيحة أمنية أم تلميع إعلامي؟ كيف تسلل سمسار إلى قسم الولادة رغم “صرامة” المنع بمستشفى الزموري؟

مكتب القنيطرة/عزيز منوشي
رغم الرواية الرسمية التي تحاول تقديم ما جرى داخل مستشفى الزموري كـ“نجاح إداري” في اليقظة والصرامة، فإن الوقائع تطرح أسئلة محرجة لا يمكن القفز عليها. كيف تمكن شخص ينتحل صفة ممرض من الولوج إلى قسم الولادة، وهو من أكثر الأقسام حساسية، في وقت يُقال فيه إن الزيارة ممنوعة ولا يُسمح إلا بمرافق واحد وفق نظام صارم؟
الأخطر من ذلك أن الخطاب المرافق للحادثة يبدو أقرب إلى التلميع الإعلامي منه إلى المحاسبة. فبدل مساءلة الثغرات، يجري التنويه بالإجراءات وكأن المستشفى حقق “معجزة”، بينما الحقيقة أن الخرق وقع فعليًا: السمسار دخل، تجوّل، تواصل مع مريضة، وحاول الابتزاز بمبلغ 500 درهم. هذا وحده كافٍ لإسقاط ادعاء الصرامة.
ثم كيف نفسّر التناقض الصارخ مع روايات سابقة تتحدث عن اعتماد بطاقة التعريف وإدخال المعطيات بالحاسوب كنظام معمول به “في جميع المدن المغربية”؟ إن كان هذا النظام فعّالًا، فكيف مرّ المنتحل؟ ومن سهّل له الوصول؟ هل هناك تواطؤ، إهمال، أم فوضى تنظيمية تُغطّى بالشعارات؟
إن حماية المرضى ليست مادة للتهنئة ولا عنوانًا للدعاية، بل واجب دستوري يفرض توفير العلاج الآمن والكرامة دون وساطة أو سمسرة. تحميل الواقعة لشخص واحد فقط دون فتح تحقيق إداري في مسار الولوج، المراقبة، والحراسة، هو هروب من المسؤولية.
المطلوب اليوم ليس الإشادة، بل المحاسبة والشفافية:
من سمح بالدخول؟
أين كانت المراقبة؟
لماذا وصل المنتحل إلى قاعة الولادة؟
وما الضمانات لعدم تكرار الفضيحة؟
غير ذلك، يبقى الحديث عن “صرامة” مجرد مبالغة إعلامية، بينما الأمن الصحي يُنتهك، وحقوق المرضى تُعرّض للخطر.



