مجتمع

الملفات المشبوهة بين فساد “النقابي” واستقواء الادارة

بيزوران كريم

دعاني ذات مرة أحد الاصدقاء الى وجبة عشاء .وكان الأكل شهيا ولذيذا لدرجة تجعلك تثقل فيه.المهم اني بعد تلك الوجبة الشهية لم احترم القاعدة التي تقول (تعشى وتمشى).وهممت الى النوم مباشرة.فرأيت كابوسا جعلني أعيش تلك الليلة حزنا عميقا وخيبة امل شديدة .هذا العذاب الذي سنتقاسمه معا من خلال رواية هذا الحلم عفوا اقصد الكابوس لكم في هذا المقال.رغم اني سأكسر قاعدة أخرى وهي أنه على المرئ ان لايحكي الاحلام السيئة (الكوابيس).لذا أطلب منكم أن تسامحوني وسأتحمل بدوري وزر خرق القواعد.

لقد رأيت أن موظفا اشتهر بفساده لدرجة أن السواد الأعظم من موظفي ادارته بات يعرفه.حيث راكم ثروة.تكاد تجعله يستغني عن وظيفته.لكن للأسف.طمعه وجشعه.حالا به دون أن يفكر في الاستغناء عن الوظيفة.فكما تعلمون لا يملئ عيني ابن ادم الا التراب.المهم أن الرجل ذات مرة وفي اطار مساره المهني المبني على شتى أشكال الفساد.اختلف مع أحد المرتفقين فيما يخص احد الملفات المشبوهة.هذا الاختلاف جعل المرتفق يصيغ عريضة في حق الموظف يحكي ويشرح من خلالها ظروف وحيثيات الملف المشبوه الذي يربطه بالموظف.والأكثر من ذلك أنه قام بنثر الكثير من نسخ العريضة داخل الادارة.فبات الرجل الفاسد في موقف صعب وحرج لا يحسد عليه.ماهذا الحظ.يبدو لي أن حظه كدقيق بين شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه.صعب الأمر عليهم .قال قوم ان من أشقاه ربي.كيف أنتم تسعدوه.

تناثرت الاوراق داخل الادارة .ورأها الجميع بما فيها الادراة.لكن الغريب في الأمر أنه وبقدرة قادر جمعت كل الأوراق ولمت و لم يعد لها أي اثر.وطوي الملف ولو حتى بفتح تحقيق بسيط يمكن أن يعطي انطباعا أن هناك اتجاه يريد تخليق الحياة العامة.

المهم أن الرجل الفاسد و بعدما ثناترت أوراق فساده .أصبح وبقدرة قادر نقابيا .همه الدفاع عن مصلحة الموظفين.فذكائه المتواضع اوحى له بأن صورة النقابي يمكن ان تمحي صورة الرجل الفاسد.وهذا خطأ .لأن الانسان يمكن أن يسامح لكن لا يمكنه ينسى.

وذات مرة دخل النقابي عفوا الرجل الفاسد في نقاش مع أحد الموظفين .حيث قال له هذا الأخير.دعك من هذا العمل النقابي.فأنا اعرفك جيدا واعرف قناعتك ومبادئك.فأجابه قائلا ياريت.لكني لا أستطيع .فكما تذكر الملف الذي ثناترت أوراقه داخل الادارة.جعل الادارة تستغله ضدي وتهددني به .حيث أجبروني على ممارسة العمل النقابي حتى أشتت النقابة وذلك بزرع الفتنة والتفرقة حتى تتمكن الادارة من الاستقواء على الموظفين.وذلك باضعاف النقابة.

ما أصعب أن تكون فاسدا وما أصعب أن تتستر الادارة على فسادك .حتى تستقوي عليك وعلى الموظفين وذلك بخلق اطار نقابي رأسه فاسد هدفه اضعاف نقابة جادة همها الدفاع عن مصالح الموظفين ومحاربة الفساد حتى تحول دون استقواء الادارة.

الحمدلله اني استيقظت وتبين لي أن مارأيته هو عبارة عن أضغات أحلام لا أقل ولا أكثر.فقررت أتحفض على دعوات وجبة العشاء .وان قبلتها سأحاول ان لا أثقل في الاكل .لذا فلا تكثروا من ” الأكل” حتى لا تستقوي عليكم الادارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock