منوعات

الوطية :كفانا تذمرا ! ..ثــــمة بريق يشعُّ بالأمل براءة أطفالنا اليـــوم.. سبيل نــجاتنا غدا

سيرا على نهج نشر الوعي البيئي وترسيخ قيم المحافظة على البيئة لدى الناشئة، نظّم الفريق الصحفي لثانوية محمد السادس التأهيلية يوم الخميس23فبرايـــــــــــــــر 2023على الساعة 15:30 بعد الزوال زيارة إلى مؤسسة الـمصباح الخصوصية، إحدى مؤسسات التعليم الأولي بالوطية، والتي يبلغ عددها ست مؤسسات مهيكلة بالجماعة ذاتها، منها مـــــــــــــــاهو عمــــــــــــــــــــــــومي، و آخر خصوصي، حسب ما أدلى به السيد ” اسليم قريشي ” رئيس مصلحـــــــــــــــــــــــــــــــة الشؤون التربوية
والتخطيط و الخريطة و الحياة المدرسية بالمديرية الإقليمية طانطان. تصادفت الزيارة مع قيام المؤسسة بأنشطة صفية بيئية توعوية لفائدة أطفال التعليم الأولي، تنوعت بين ورشات لإعادة التدوير وأخرى للبستنة، فضلا عن حملة نظافة استهدفت الفصول الدراسية.
الطفل أرضية خصبة
إن ما أثار انتباه الفريق الصحفي هواعتماد مؤسسة المصباح في التدريس على مناهج تربوية تروم تحقيـــــــــــــــــــــــق كفايات بيئية مستعرضة لدىأطفال التعليم الأولي، عبــــــــــــــــــــــــــرتوسلها بمقررات دراسية قوامها منهج علمي منظم، بصور شبه واقعية تحقق الاستيعاب و الخبرة الأولية للطفل، تزاوج بين حصص للتلوين و الرسم، و حوارات تحمل في طياتها رسائل تناسب عقل الطفل ومرحلته العمرية.
من جانب آخر شكلت الورشات عنصرا هاما في نجاح هذه العملية، فنجد ورشات للبستنة التي تمر عبر مرحلتين: الأولى : نظرية كما جاء في تصريح للأستــــــــــــــــــــــــــاذة ” زهـــــــــــــــــرة صفي الدين ” وبالمناسبة هي أم لطفلتين، حيث قالت أنه « يتم تثقيف الأطفال في مجال البستنة عن طريق التعريف بأسماء بعض النباتات عبر الاستعانة بوسائل تكنولوجية»، و الثانية« تطبيقية، تجعل الطفل في اتصال مباشر مع الوسط الطبيعي وما يطرأ عليه من تغيرات »، فمثلا العناية بالنباتات ومراقبة مراحل نموها، سلوك يربي لدى الطفل حس المسؤوليـــــــــــــــــــــــة، و الاهتمام بمكونات الطبيعة المحيطة به. و الشعور بأهمية المحافظة عليها.
كما يتم إنجاز ورشات لإعادة تدويـــــــــــــــــــــر العبـــــــــــــــــــــــــــــــوات البلاستيكية واستغلالها في صنع قطع فنية صديقة للبيئة، مما يساهم في التقليل مـــــــــــــــــــــــــــــــن الانبعاثات الكربونية الناتجة عن تراكم المخلفات المنزلية. سلوكات في بساطتها تشكل مفتاحا لنجاتنا من عواقب وخيمة على صحتنا، وصحة من يعيش على هذا الكوكب.
فضلا عن ذلك فممارسة الأنشطة الزراعية يؤدي بشكل مباشر إلى التقليل مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
ثاني أكسيـــــــــــــــــــــــــــــــــد الكربـــــــــــــــــــــــــون في المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــناخ؛ فالأشجار والنباتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات بأصنافها بمثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــابة مصفاة طبيعية للهواء الذي نستنشقه.
ونقلا عن المؤطرة ” فاطمة أدليم “بذات المؤسسة والتي تزيد خبرتها في مجال التعليم الأولي عن اثنتي عشرة سنة: «لم تشكل أزمة كورونا عائقا بالنسبة لنا، بل كانت فرصة لتقاسم المعامل التربوية البيئية عن بعد مع أطفال التعليم الأولي ، لنقل قيم المحافظة على البيئة إلى الوسط الأسري، وذلك من خلال قيام الأطفال بأنشطـــــــــــــة منزلية تتعلق بالحفاظ على البيئة، كما تتم مشاركة إنتاجاتهم عبر الوسائط الإلكترونيـــــــــــــــــــــــــــة مع أستاذاتهم».
هذا وأشارت في حديثها إلى أنه لا توجد أية صعوبات في توصيل الرسائل التوعوية للأطفال، بل تلقى تجاوبا كبيرا بالرغم مما تتسم به مرحلة الطفولة من حساسية وخصوصية؛ فهي المرحلة التي يكون فيها الطفل مهيأ لاكتساب المعارف والمهارات وكذا السلوكات الجيدة ، وفيها تتشكل أفكاره الأولية، من خلال التأثر بأقوال وأفعال الأخرين بدءا من محيطه الأسري، مرورا بالوسط التربوي التعليمي، و انتهاء بمحيطه الخارجي.
سلوكات بسيطــــة.. ترسخ قيما عظيمة
« من شب على شيء شاب عليه» مبدأ أساسي تعتمده “نهيلة لخويل” التي تشغل منصب مساعدة إدارية بمؤسسة المصباح في غرس قيم المحافظة على البيئة، من خلال سلوكات بسيطة كحرصها الدائم على حث الأطفال على رمي الأزبال بعد نهاية كل حصة في سلة المهملات، و بالتالي الحفاظ على نظافة الفصول الدراسية، مما يسهم في امتداد هذه الثقافة البيئية الجيدة إلى خارج أسوار المؤسسة؛ كالفضاءات الخارجية، و المنازل، و الحدائق العمومية والشـــــــــــــــــــــوارع و الأحياء و غيرها.
و في السياق ذاته أكدت الطفلة “هداية “ذات الخمس سنوات أثناء حديثنا معها، أنها تعمل جاهدة على تطبيق ما تعلمته من سلوكات صديقة للبيئة، كعدم قطف الأزهــــــــــــــــار و الحرص على رمي القمامة في سهلة المهملات.
باختصار، إذا أردنا الصـــــــــــــــلاح و الفلاح لهذا المجتمع علينا تكثيف جهودنا و الاستثمار في هذه الفئة لكونها تشكل أرضا خصبة لزرع بذور الوعي البيئي. مهمة ليست بالسهلة، فهي تحتاج منا إلى مثابرة و مواكبة دائمة ، ونفس طويل .
‌رســـــــــــــالــــــة البيئة من حولنا تحتاج الى حمـــــــــــــــــــــــــــــــــاية وموقف معقول تجاهها، يبدأ ذلك بترسيخ الإيمان بأهمية البيئة لدى الناشئة، و أن خروجنا عن مربع التوازن سيكلفــــــــــــــــــــــــنا الكثير حاضــــــــــــــــــــــــــــــــــرا و مستقبلا، و إن أردنا أن ننظر إلى الموضـــــــــــــــــــــــوع من زاوية دينية سنجــــــــــــــــــد أن الديانات السماوية بشكل عـــــــــام و دين الإسلام بشكل خاص، يحثنا على ضرورة الحفاظ على البيئـــــــــــــــــــــــــــــة و عدم استخدام مواردها بالشكل الخاطئ . دوافع دينية و أخرى يبقى أساسها الأسمى، طلب الأجــــــــــــــــر و الثواب من الله تعالى .

و بالمناسبة لا يمكن نسيان جائحة كورونا التي كانت سببا في تذكيرنا بأهمـــية البيئـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و المحيط الذي نعيش في كنفه ؛ أهمية تنفس هواء نظيف و نقي .فلنكن سفـــــــــــــراء و رسلا للبيئة، تدم لنا معطاءة مستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock