الملتقى الجهوي الاول للتربية الدامجة بجهة سوس ماسة.

متابعة رشيد ابوياسين
تشكل التربية الخاصة والدامجة مشروعا مجتمعيا ينخرط فيه مختلف الفاعلين والمتدخلين، وتتفاعل معه أوساط أخرى يكون لها دور في تغيير الاتجاهات والتمثلات الاجتماعية حول الإعاقة، وحول ضرورة احترام حق الشخص في وضعية إعاقة في تعلم ذي جودة يراعي إمكانياته ويعمل على تطويرها.
إن تجاوز المقاربة الطبية للإعاقة وتنامي الفهم السياقي لها كوضعية، ساعد على تقوية المقاربة الحقوقية. فلم تعد الإعاقة معطى ملتصقا بالفرد ونتيجة أحادية لعجزه، بل أصبح ينظر إليها كنتاج سياق ووضعية وتمثلات اجتماعية، مما أدى إلى التأكيد على أن مساعدة الشخص في وضعية إعاقة، لا تكمن في التركيز على قصوره، بل في تلك الدينامية التي تنتج عن علاقة المجتمع بذلك القصور (التمثلات، المواقف، الممارسات). وهكذا تم الانتقال من التناول الطبي للإعاقة إلى التركيز على توفير الحق للشخص في وضعية إعاقة) توفير الولوجيات المادية والنفسية والاجتماعية لفسح المجال لتجسيد الفرد لإمكانياته وتحقيق تطوره.
وعلى المستوى التربوي والتعليمي، يمكن التأكيد على أن تمدرس الأشخاص في وضعية إعاقة اعتبر من التحديات الكبرى لاستراتيجيات الإصلاح، مما أفرز مجموعة من المخططات وبرامج العمل في مجال إرساء حق هؤلاء الأشخاص في التمدرس، وبالتالي ضمان تمكينهم من المستويات الضرورية لعرض تربوي يتناسب مع خصوصياتهم وحاجياتهم وطموحاتهم في تمدرس دامج وناجح.
فالتربية الخاصة من المواضيع التي لاقت اهتماما كبيرا عند الباحثين والمهتمين والأخصائيين، من خلال الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة والعمل على رعايتهم وتوفير البرامج التربوية لهم، والتشريعات التي تحفظ حقوقهم، فالتربية الخاصة هي كل البرامج التربوية المتخصصة التي تتناسب مع معهم، بحيث يمكن تقديم برامج تربوية إلى فئات الأفراد غير العاديين من أجل مساعدتهم على تحقيق ذواتهم وتنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن ومساعدتهم على التكيف في المجتمع الذي ينتمون إليه.
في هذا السياق يأتي الملتقى الجهوي الاول للتربية الدامجة ، الذي يهدف إلى البحث عن سبل إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة، في المجتمع، والدراسة والبحث في التربية
وبالمناسبة إحتضنت كلية الطب بمدينة اكادير فعاليات الملتقى الجهوي الأول للتربية الدامجة، وذلك يوم الثلاثاء 28 فبراير 2023 ، من أجل تقويم ما تحقّق وإعطاء دينامية جديدة ومتجدّدة للإرتقاء بمداخل التربية الدامجة في سوس ماسة.
وقد تم صباح هذا اليوم تنظيم زيارات ميدانية لإحدى المؤسسات التعليمية من أجل تقاسم تجربتها في القسم الدامج، وقاعة الموارد للتأهيل والدّعم، وكذلك زيارة مماثلة لمركز محمد السّادس للأشخاص المعاقين لتبادل التّجارب والخبرات كوجه من أوجه التّعاون المشترك من أجل تربية وتمدرس الأطفال في وضعية إعاقة.
كما ترأست مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، جلسة وحضرها عدد من الفاعلين والشركاء والمتدخّلين الحكوميين والمؤسّساتيين والمدنيين بهدف تأمين انخراط أوسع للفاعلين والمتدخّلين والشرّكاء في نقاش التقائي تفاعلي مفتوح وموسّع من أجل تنمية التنزيل الأمثل لمداخل برنامج التّربية الدامجة.
كما تمّ تقديم شريط مؤسّساتي حول التّربية الدامجة بجهة سوس ماسة، إلى جانب شهادات نابضة لبعض الأسر والفاعلين المدنيين في مجال الإعاقة، وفي الاخير تم توقيع اتفاقيات شراكة من أجل تنمية مجالات التعاون والعمل المشترك بما يخدم الأطفال في وضعية إعاقة،
وتم تكريم ثلة من الفاعلين في مجال التّربية الدامجة عربون وفاء وتقدير والذي سيكون تقليدا سنويا يحفز الطاقات والكفاءات والمبادرات، ويؤسس للمستقبل بما يخدم تمدرس هؤلاء الأطفال ويشجّع على مواصلة الجهود الجماعية والتقائيتها لتأمين انخراط أكبر يحقّق الأثر، حتّى لا نترك أيّ طفل خلفنا، وفق الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة.