مجتمع

جامع الفنا… صراع هادئ حول ملامح الساحة بعد التهيئة والوالي يدخل على الخط

ميلودة جامعي

تعيش ساحة جامع الفنا، القلب النابض لمراكش وأحد أشهر الفضاءات التراثية في العالم، على وقع حالة ترقّب قبل عقد اجتماع مهم سيجمع والي جهة مراكش-آسفي الخطيب الخليل بممثلي جمعيات أصحاب الحنطات. الاجتماع يُنتظر أن يحسم ملامح المرحلة المقبلة للساحة بعد الانتهاء من تهيئتها الجديدة.

 

الجمعيات الممثلة للحنطات تعتزم طرح ملفين أساسيين أمام الوالي:

 

1. مراجعة نظام التموقع الجديد الذي ينص على ترتيب الوحدات بشكل حرف “L”.

2. طلب السماح بالاشتغال طيلة اليوم، بدل الحضور مساءً فقط كما جرى العمل لعقود.

المطلب الثاني تحديداً يثير عاصفة من الجدل، لتأثيره المباشر على مكونات أخرى تعتبر نفسها شريكاً أصيلاً في هوية الساحة.

تعارض المتاجر المحيطة بالساحة، ومعها جمعيات “فن الحلقة”، فكرة توسيع ساعات عمل الحنطات.

وجهة نظرهم واضحة:

اشتغال المطاعم المتنقلة طوال اليوم سيخلق منافسة غير عادلة للتجار الثابتين.

ويُحرم “الحلقة” من الفضاء الزمني الذي اعتادوا تقديم عروضهم فيه، وهي عروض تُشكل العمود الفقري لسمعة الساحة الثقافية.

هذه الأطراف تخشى من أن يتحول الفضاء تدريجياً إلى سوق طعام مفتوح، على حساب الفن الشعبي الذي صنع أسطورة المكان

من بين التحفظات المثارة بقوة، التخوف من أن امتلاء الساحة بالطاولات والمظلات طوال اليوم سيشوّه منظرها العام، ويجعلها أقرب إلى فضاء غير منظم، ما قد ينعكس سلباً على رمزيتها التي رسختها لدى اليونسكو وزوار العالم.

ساحة جامع الفنا ليست مجرد مكان تجاري، بل لوحة معمارية وتراثية تحتاج إلى توازن دقيق بين النشاط الاقتصادي والحضور الفني والجمالي.

مع استعداد الساحة لاستقبال زوارها في حلتها الجديدة، يبقى القرار النهائي بيد السلطات المحلية التي مطالَبة بصياغة حل يضمن:

حقوق مختلف المهنيين،

حماية “الحلقة” كتراث حي،

والحفاظ على جاذبية الساحة كمعلم عالمي.

اللقاء المرتقب سيكون محطة حاسمة لتحديد كيف ستبدو جامع الفنا في السنوات المقبلة… ساحة تصون تراثها؟ أم فضاء يتغير تحت ضغط المصالح المتباينة؟

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock