تيفلت إقليم الخميسات تفاعل إيجابي مع أهداف المؤتمر العالمي حول المناخ “كوب22”
انخرطت بلدية تيفلت في السنين الخمس الأخيرة في عمليات التعبئة الحضرية للحد من تلوث البيئة، وتوسيع استخدام الطاقة النظيفة، مساهمة منها في الدينامية الوطنية التي ترافق تنظيم قمة المناخ العالمية كوب 22 بمدينة مراكش.
و تفاعلت الجماعة الترابية لتيفلت مع أهداف المؤتمر العالمي حول المناخ للحد من التلوث في سياق دولي يتسم بالتغيرات المناخية وانعكاساتها على حياة المواطن وآثارها على التنمية المحلية وكدا الأهداف الطموحة التي يسعى المجلس البلدي لتحقيقها في هذا المجال من خلال إنجاز مشاريع تنموية تستحضر البعد البيئي وتتماشى وتتكامل مع أهداف التنمية المستدامة.
و من بين أهم الجهود المبذولة في السنوات الأخيرة المرتكزة على روح المبادرة لدى الفاعلين المحليين ؛ القيام بتجديد الإنارة العمومية ضمن مشروع التهيئة الحضرية الشاملة لمدينة تيفلت بمصابيح اقتصادية وإيكولوجية صديقة للبيئة من نوع LED من الطراز الرفيع ذات جودة عالية مستوردة من دولة ألمانيا حيث تساهم في اقتصاد استهلاك الطاقة ومنع تلوث الهواء عبر الإشاعات الكهربائية بدرجة عالية، وقد وصلت نسبة التغطية حتى الآن حوالي 2000 مصباح همت الشوارع الرئيسية وبعض الأحياء بالمدينة في انتظار التغطية الشاملة للمدينة مع نهاية سنة 2017 حيث تعتبر مدينة تيفلت في طليعة المدن المغربية المعتمدة على الإنارة العمومية من نوع LED تعزيزا للنجاعة الطاقية. انطلاق عملية تجهيز الحدائق العمومية والفضاءات الخضراء بالإنارة العمومية المعتمدة على الطاقة الشمسية نظير الحديقة المركزية وحديقة الحي الإداري وفضاءات ألعاب الأطفال في أفق استكمال تجهيز جميع المساحات الخضراء في المدى القريب. اعتماد نظام التدبير المفوض في مجال جمع النفايات المنزلية عبر شركة خصوصية وطنية الذي أسهم بشكل كبير في نظافة المدينة والحد من النقط السوداء الملوثة والمضرة بالبيئة والصحة العامة. تهيئة المطرح العمومي وتنظيف الشطر الأول من غابة القريعات المحتضنة للمطرح مع توقيع اتفاقية شراكة مؤخرا مع قطاع البيئة تروم تمويل التهيئة الشاملة للمطرح حسب المعايير البيئية المعتمدة وطنيا وذلك للحد من التلوث ووقاية الفرشة المائية.
كما تم أيضا تهيئة فضاءات عمومية مختلفة وغرس أشجار التصفيف بمختلف الشوارع الرئيسية التي شملتها التهيئة الحضرية مع الاستعداد لتهيئة الفضاء الأخضر للدالية الممتد على مساحة أربعة (4) هكتارات بالمدخل الغربي للمدينة في الشهور القادمة ليشكل إضافة نوعية للمشهد الحضري العام. وبرمجة إحداث محطة لمعالجة المياه العادمة شمال المدينة من طرف المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ضمن إتفاقية شراكة وتعاون مع المجلس البلدي بتمويل من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي والتي ستسهم بفعالية في الحد من تلوث البيئة، علما أن العديد من محطات ضخ المياه انتهت أشغال بنائها بمختلف مناطق المدينة. وإعداد دراسة تقنية تخص التهيئة الشاملة لفضاء مشتل « Pépinière » تيفلت الذي كان يحظى بشهرة واسعة خلال سنوات السبعينات والثمانينات حيث كان يزود العديد من المدن المغربية بمختلف الأغراس والأشجار (يمتد على مساحة 16 هكتار ويتوسطه وادي تيفلت) حيث سيشكل قيمة مضافة عالية للمنطقة في المجال البيئي بعد تهيئته وإصلاحه. واعتماد الدراسة الرقمية للمشاريع العمرانية بشراكة مع الوكالة الحضرية للخميسات وعمالة الإقليم كأول بلدية على الصعيد الوطني تعتمد هده التقنية والتي لاقت نجاحا باهرا توج بالفوز بالجائزة الوطنية امتياز سنة 2013 التي تمنحها وزارة الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة في مجال الإدارة الإلكترونية. وتعتمد هذه التقنية على التعامل عن بعد عبر شبكة الانترنيت بين المهندس المعماري المكلف بإنجاز تصاميم المشروع والخلية التقنية بالوكالة الحضرية المكونة من ممثلي الوكالة والعمالة وبلدية تيفلت حيث تقتصد على المستثمرين والمنعشين العقاريين الكثير من الجهد والوقت والتنقل والمصاريف وتضمن الشفافية الكاملة في دراسة المشاريع ومن مميزاتها على الصعيد البيئي، الاستغناء على كمية كبيرة من الورق وإقتصاد استهلاك البنزين بسبب التنقلات بين المصالح الإدارية، حيث أصبحت هذه التجربة الرائدة نموذجا يقتدى به على الصعيد الوطني.
كما سيتم إلزام جميع المنعشين العقاريين بإحداث مساحات خضراء وحدائق عمومية داخل التجزئات السكنية المراد إحداثها بالمدينة 5% من المساحة الإجمالية بالنسبة لمناطق السكن الاقتصادي و7% بالنسبة للمناطق الخاصة بالعمارات مع غرس الأشجار بضفاف طرقات التجزئات والمجمعات السكنية، و إلزام المنعشين العقاريين أيضا منذ سنة 2015 باعتماد مصابيح من نوع LED بخصوص الإنارة العمومية تماشيا مع التهيئة الحضرية التي تعرفها المدينة بهدف اقتصاد استهلاك الطاقة والحد من تلوث الهواء.
ومن شأن هذه التدابير والإجراءات المتخذة من طرف المجلس البلدي لمدينة تيفلت أن تسهم في الارتقاء بالمجال البيئي نحو مستويات أفضل لتواكب بالتالي الدينامية التي يعرفها المغرب لتحقيق أهداف المؤتمر العالمي حول المناخ للحد من التلوث.