مظاهر الأزمة الإقتصادية

متابعة رشيد ابوياسين :
ما شهده شمال المملكة من هجرة انتحارية لمجموعة من الشباب الى اسبانيا عبر البحر ، هو تمظهر واضح للأزمة الاقتصادية التي تعرفها البلاد ، و التي استفحلت بشكل كبير مع ظهور كورونا و انعكاساتها الثقيلة على كافة مناحي الحياة المجتمعية ، و هذه الأزمة لا تمس فقط مدن الشمال بل هي أزمة عامة تمس كل المدن المغربية و كل القطاعات الاقتصادية ، مما يؤثر على التشغيل و امتصاص البطالة و يزيد من تعقيد الوضع ، و ربما سنشهد في الفترة المقبلة تمظهرات اخطر مما وقع في الشمال اذا استمر الوضع على ما هو عليه .
الغريب في الامر أن الحكومة تتعاطى مع هذه الأزمة ، باعصاب هادئة و لا تعيرها اي اهتمام ، و كان الامر عادي و لا ينبأ بكارثة اجتماعية تتزايد خطورتها يوم بعد يوم ، فجل القطاعات المتضررة تسرح عمالها و مستخدميها، و وثيرة افلاس الشركات و اقفالها تتصاعد بشكل مخيف ، و هو ما يزيد بشكل مثير في نسب البطالة و خاصة في الوسط الحضري.
لا مبالاة الحكومة تظهر ، في غياب أي تصور لإنقاذ التشغيل بالبلاد ، بل الحكومة مستمرة في نفس برامج التشغيل ما قبل كورونا ، بدون اي تطوير لها و تعديلها بما يتناسب مع هذه الظرفية الطارئة التي طال امدها ، و بدون اي مبادرات جديدة للتشغيل ، تحافظ على الوضائف الحالية ، و تحفز الاقتصاد الوطني على مضاعفة جهوده لخلق المزيد من فرص الشغل ، و امتصاص أفواج البطالة التي تهدد استقرار البنية المجتمعية .