بدون منشور و تجمعات .. اليوم تنطلق الحملات الانتخابية لاستحقاقات 2021..

متابعة أنيس بنلعربي الدار البيضاء.
من المنتظر أن تنطلق الحملات الانتخابية اليوم الخميس 26 غشت 2021 بجميع مناطق المملكة المغربية في ظروف خاصة مقيدة بسبب مستجدات جائحة كورونا.
حيث بمجرد وضع اللوائح النهائية لجل الأحزاب المتنافسة شرعت المصالح المعنية بوزارة الداخلية المغربية في التواصل مع مسؤولي الحملات الانتخابية داخل الأحزاب السياسية المغربية بعقد اجتماعات داخل مقرات العمالات بغرض توجيههم بشأن الإجراءات الاحترازية المتخذة و الواجب الالتزام بها خلال حملاتهم الانتخابية التي ستنطلق في الساعات الأولى من اليوم .
و بحسب المعطيات المتوفرة و التي حصلت عليها “هنا 24 ” من مصادر حزبية مطلعة ، فإن الداخلية شددت على ضرورة عدم تجاوز 25 شخصاً في كل التجمعات بالفضاءات العمومية المغلقة و المفتوحة كما منعت نصب الخيام و تنظيم الولائم، و عدم تجاوز 10 أشخاص كحد أقصى خلال الجولات الميدانية .
ولم تلغي القافلات الانتخابية التي تُنظم عادة خلال فترات الدعاية الانتخابية، إلا أنها قلصت من حجمها، لتحصرها في خمس سيارات.
و في نفس السياق، ألزمت وزارة الداخلية المغربية الأحزاب المغربية بضرورة إشعار السلطات المحلية بتوقيت و مسار جميع الجولات و القوافل مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية داخل مكاتب الحملة الانتخابية.
كما تم تزامنا منع توزيع المنشورات بالشارع العام و كذلك بمقرات السكن، بيد أنه يسمح للمرشحين بتعليقها بأماكن يمكن رؤيتها و الاطلاع على البرامج المسطرة للحزب .
و من المقرر أن يشهد المغرب في الثامن من سبتمبر المقبل انتخابات هي الثالثة من نوعها في عهد الدستور المغربي الجديد.
هذه الانتخابات ستتجدد بموجبها المجالس المنتخبة المحلية و الجهوية، و أيضاً أعضاء مجلس النواب بالغرفة الأولى للبرلمان المغربي.
وعلى ضوء نتائج انتخابات مجلس النواب، سيقوم العاهل المغربي الملك محمد السادس، وفقاً للدستور، بتكليف شخص من الحزب الحاصل على المرتبة الأولى بتشكيل الحكومة، و اقتراح لائحة الوزراء .
و الواضح حتى اليوم، هو أن المواطن المغربي لا ينتظر من الانتخابات أملا في التغيير و تبديل الواقع نحو الأفضل أو ما يستجيب لانتظاراته في المجالات الحيوية كالصحة والتعليم و الشغل و تكافؤ الفرص و المساواة أمام القانون. وذلك بسبب تعمق فعل فقدان الثقة على مدار عقود خلت في المؤسسات الانتخابية. هي لعبة سياسية يجدها المواطنين المغاربة بعيدة كل البعد عن انشغالاتهم و أحلامهم. لذلك ينحصر التفاعل مع قرب موعد الانتخابات في وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تعد فئات الشباب و المثقفين في مقدمة الرافضين للعبة الديمقراطية بالعزوف عن التصويت. حيث اعتدنا عند كل استحقاق انتخابي أن تنطلق دعوات منظمة لمقاطعة التصويت و عدم المشاركة في الانتخابات. وبعد أن كانت دعوات “المقاطعة” تأتي في السابق من الأحزاب اليسارية الراديكالية، حتى أصبحت الدعوة إلى المقاطعة تطلق من شخصيات مؤثرة في الشبكة العنكبوتية ومن جمعيات حقوقية و فعاليات مدنية مختلفة. و يمكن اختصار شعارات “المقاطعة” الموجهة إلى المواطنين في عبارة مليئة باليأس وبالإحباط..
أو ما يسمى منذ حوالي نصف قرن بــ”المسلسل الديمقراطي”. فنحن أمام نفس الكائنات الانتخابية..