منوعات

محمد بن سلمان ووهم تدمير الوهابية

بقلم لحسن حبيبو

(مستشار جماعي ونائب رئيسة لجنة الشؤون الثقافية بالمجلس الجماعي لمدينة مراكش).

لم يكن لقرار محمد بن سلمان ملك السعودية في تعديل جدري للسلوك الديني المؤطر بالفكر الوهابي، أو دعوة لاعادة النظر في صحيح البخاري، رغبة فردية او ناتج عن حركة إجتماعية نحو التغيير _بالمفهوم المادي الجدلي الماركسي_ ..وانما امتثال للتعليمات الادارية الامريكية الضامنة لأمنها واستقىرارها _ كدركي مأجور من رتبة راعي الرسمالية العالمية _ ، ذلك ان الإنفتاح أكثر على العالم والسياحة بفتح دور المسرح والسينما والعلب الليلية ومنح المراة حرية اكثر وتجميد لجنة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر … ،لنابع من قناعة ابن سلمان بأنه ساعي نحو تدمير الوهابية -حسب تعبيره _، والتي لم تكن في حقيقة الامر الا صناعة مخابراتية امريكية لمواجهة المد الشيوعي انذاك ، كما تبنى المغرب نفس الطرح في نهاية السبعينيات لمواجهة المد الشيعي الايراني والماركسي اليساري في اطار الصراع بين الدولة المركزية والحركة اليسارية المعارضة.. فكانت النتيجة عكسية بالنسبة للطرفين _ مع نوع من الفارق بينهما _ .لقد هدرت السعودية امكانيات التطور الاقتصادي والاجتماعي بعد اكتشاف النفظ..، حيث اتخذت الجهاد ضد روسيا وتفريخ وتصدير الحركات الاسلاموية ذات المنحى الجهادي والتكفيري ، وتجنيدها لصالح امريكا ومصالحها الاستراتيجية… .
وأهدر المغرب – من جهته – مشروعه التنموي المعتمد على التخطيط العقلاني والفلسفة العلمية النقدية…كما تكونت معالمها الكبرى ابان النهضة الاوربية والثورة الصناعية والتكنلوجية، فتقدم على مستوى البنيات التحتية والمظهر الخارجي الاستهلاكي.. وتراجع في سلم الازدهار والتنمية البشرية ،حتى اصبحنا في الوقت الراهن ضمن المراتب الاخيرة في التعليم حسب اليونسكو …
لقد آن الاوان ان يختار المغرب _بعد جائحة كورونا _ نموذجا تنمويا جديدا في ترسيخ قيم العقل والمعرفة عبر تغليب منطق الاولويات في التعليم والصحة والعدل والبحث العلمي والحداثة ……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock