مقالات و آراء

متقاعدو فرنسا ورحلة الشتاء نحو المغرب

بقلم : سمير الضويوي

لم يتوقع جاك ان تفتح له مدينة مراكش دراعيها بكل هذا الكرم، وأن الحظ كان بانتظاره، وهو المتقاعد الهارب من قساوة شتاء باريس القاسي، يمني نفسه بدفئ المدينة حاملا محفظته بها منحة نهاية الخدمة بأحد أكبر الفنادق الباريسية المصنفة، وتقاعده الشهري يكفيه لبضعة أشهر قبل العودة لبلاده عند حلول الربيع، ليصبح بعد ثلاثة أشهر صاحب أكبر وأشهر المخابز بمراكش ذات علامة تجارية مميزة، ومالكا لعقارات.ليقرر الإقامة بصفة دائمة رفقة زوجته وأبنائه واحفاده بالمدينة الحمراء. قصة نجاح جاك لا تنطبق على كثير من المتقاعدين الفرنسيين القادمين إلى المغرب لأن أهدافهم تقف عند حدود الاستمتاع بالطقس المتميز والأجواء المريحة التي تطبع رحلتهم.فقد صنف الموقع الفرنسي متقاعدون بلا حدود المغرب ضمن عشر أفضل وجهات للحياة بعد التقاعد عالميا والرابعة عند متقاعدي فرنسا بعد اسبانيا، البرتغال، واليونان، وتلعب الكثير من المعايير الأكثر جاذبية وفق استطلاعات رأي فرنسيين مقبلين على التقاعد محددة المملكة كجنة للمتقاعدين تم تحديدها بكلفة المعيشة الممتازة قياسا ببلدهم الام، المناخ الجيد، البيئة الصحية، التراث والمطبخ وكرم الضيافة، خدمات الرعاية الصحية، القرب الجغرافي ومرونة الاندماج وسلاسة التواصل داخل المجتمع المغربي الذي يتحدث اغلبته اللغة الفرنسية بطلاقة، كما أن الإغراءات الضريبية أكثر تحفيزا لعدد كبير من المتقاعدين الذي يصل ما بين ثلاثين الف إلى خمسين الف للحلول بالمغرب، إذ يستفيد المتقاعد من نسبة 40% تخفيضا على راتبه في حالة قرر الاستقرار، و80% عند تحويله الراتب بكامله، واصبحت بعظ المدن المغربية تخل منافسات الاستقطاب معتمدة على المناخ والخدمات ، ودعم السياح للبنية التحتية التي تسهل عملية التنقل بين الجهات.غير ان أصحاب الفنادق ودور الضيافة غير معنيين أو لا يستفيدون من هذه السياحة المتوسطة المدى لان جل المتقاعدين السياح يفضلون كراء الشقق المفروشة الأقل تكلفة للإيواء أو العيش بالبيوت المتنقلة(كارفان) تمكنهم من الطواف واستكشاف أماكن سياحية غير تقليدية عبر جغرافية المغرب باطمئنان للأمن والاستقرار في المملكة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock