مقالات و آراء

فولوديمير زيلينسكي هل سيورط العالم في حرب عالمية ثالثة

بقلم محمد طاهر أبو زيد

في مقال سابق طرحنا أسباب و أهداف العمليات العسكرية الروسية على أوكرانيا و التي تبدو في تقديرنا مبررة جيوإستراتيجيا لحماية الأمن القومي الروسي الذي تتهده مخاطر إحاطة حلف الناتو بجنبات حدوده مثل الكماشة، خاصة إذا ما إلتحقت أوكرانيا بالحلف الغربي و هي الدولة الوارثة لتركة لا يستهان بها من السلاح النووي و محطة زاباروجيا النووية من الإتحاد السوفياتي المنهار.
لطالما شاهدنا التعاطف الواسع لدى الغرب شعبيا و حتى لدى الحكومات مع أوكرانيا التي تعد في نظرهم ضحية عدوان روسي غير مبرر و تلحفت رئيسة المفوضية الأوروبية في كل المناسبات باللون الأصفر و الأزرق في تعبير عن دعمها لأوكرانيا.
الرئيس زيلينسكي القادم من الوسط الفني غرا فتيا لا يفهم مقومات التوازنات الدولية طيلة شهور الحرب لابسا قميصه الأخضر العسكري يجوب العالم عبر التناظر المرئي في كل محفل طالبا الدعم الدولي لبلاده ضد ما يسميه العدوان الروسي حتى في فيستيفال كان السينمائي بفرنسا.
هذه الحرب التي أدخلت العالم في دوامة جديدة من الأزمات و غلاء الأسعار و التي مردها الوحيد قلة تجربة فولوديمير زيلينسكي و إنصياعه الأعمى لغرب يريد بأية طريقة كسر شوكة روسيا و حلفائها شرقا بما فيهم الصين الشعبية.
بالأمس إستبشر العالم خيرا بإجتماع مجموعة العشرين و التي ضمت الدول الكبرى بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا و الصين و الهند إلى جانب باقي الدول العشرين المشكلة للمجموعة و ظن العالم أن هذا اللقاء سيكون بداية نهاية الحرب الروسية الأوكرانية بوساطة صينية/هندية.
ليتفجأ العالم بسقوط صاروخين شرق دولة بولونيا العضو في حلف الناتو و الواقعة على الحدود الغربية لأوكرانيا. و يبدأ بعدها مسلسل الإتهامات الأوكرانية للجيش الروسي بتعمد التوسع في الضربات الجوية غربا نحو دولة بولونيا.
إهتز العالم بعد الخبر و خاصة أن سقوط الصاروخين أسفر عن مقتل مواطنين إثنين مدنيين من بولونيا، و كادت قمة مجموعة العشرين أن تفشل بسبب هذه الإدعاءات، و يصرح زيلينسكي بأن قصف الروس لبولونيا يعد صفعة لإجتماع مجموعة العشرين و يدعو حلف الناتو مستغلا المادة 4 من ميثاقه للتدخل عسكريا ضد روسيا.
المادة الرابعة من ميثاق حلف الناتو تعتبر أي عدوان على دولة ترابها داخل في حلف الناتو عدوان على الحلف بأكمله و هو ما يستدعي الدفاع المشترك عن دولة بولونيا.
ليلة رعب عاشها بالأمس العالم بأسره لكون تدخل حلف الناتو عسكريا بإيعاز من خطاب زيلينسكي يعني بداية الحرب العالمية الثالثة.
الرئيس الروسي ووزير دفاعه و الكريملين أكدو أن الإنفجار الحاصل شرق بولونيا لا دخل لروسيا فيه و لم يرسل الجيش أية صواريخ غرب أوكرانيا.
حلف الناتو المهتز إثر العدوان على أراضيه و المشحون بخطاب أوكرانيا الداعي للرد على روسيا إختار فتح تحقيق في موضوع الصاروخين باشرته الولايات المتحدة الأمريكية و بعض الدول الأوروبية، ليتبين أن حطام الصاروخين الساقطين على بولونيا هما صاروخين سوفياتيين قديميين ورثثها أوكرانيا من الإتحاد السوفياتي السابق و لا دخل لروسيا بالحادث من قريب أو من بعيد و هو ما صرح به صباح اليوم الأمين العام لحلف الناتو.
روسيا التي أكدت عدم صلتها بالحادث منطقيا و إستراتيجيا لن ترتكب مثل هذا الخطأ الساذج و أوكرانيا زيلينسكي تريد بأي ثمن جر الناتو للدفاع عنها رغم عدم إنتمائها له.
فهل يريد فولوديمير زيلينسكي جر العالم لحرب عالمية ثالثة بعد أن جر بلاده للخراب؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock