مقالات و آراء

مؤتمر المناخ بمصر : قضية علاء عبد الفتاح تزاحم مشاكل التغير المناخي

بقلم سمير الضويوي

عندما يتعلق الامر بتهديد الأمن القومي والتحريض على مؤسسات الدولة، تبقى مسألة حقوق الإنسان غير ذات جدوى، تبريرات أجبرت العديد من المنظمات الحقوقية، المسؤولين السياسيين، ورؤساء عدة دول غربية إلى إعادة أوضاع حقوق الانسان في مصر إلى الواجهة من خلال ملف المدون المصري/ الإنجليزي الجنسية علاء عبد الفتاح المعتقل بتهمة نشر اخبار كاذبة بمواقع التواصل الإجتماعي تحمل سبا وكراهية للسلطة القضائية وأجهزة الأمن والجيش؛ فقد استأثرت قضية الناشط السياسي علاء عبد الفتاح بالاهتمام أكثر من الورشات المنعقدة على هامش مؤتمر المناخ (كوب 27) بشرم الشيخ المصرية ، وخطفت الأضواء محليا ودوليا، فقد تصاعدت الضغوط الدولية على مصر لاطلاق سراح علاء عبد الفتاح الذي تدهورت حالته الصحية بسبب اضرابه المتواصل عن الطعام والماء . المصريون اجابوا على هذه الضغوطات بأنها محاولة لتسييس مؤتمر المناخ كوب27 ملقين باللائمة على اللجنة المنضمة التابعة للأمم المتحدة بانحرافهم عن موضوع خطر التغيرات المناخية ومعالجة تداعياته على الإنسانية عموما مقابل عرض قضية منفردة لشخص واحد حتى ولو ان قضايا المناخ في عمقها تهم بالضرورة الحق في الحفاظ على الحياة ، وهي جوهر حقوق الإنسان لكن في شموليتها. وزير الخارجية المصري الدكتور سامح شكري رفض التوسع كثيرا في هذا الموضوع لأن مصر ردت على كل المتدخلين بكل موضوعية مبرزا مصداقية واستقلالية القضاء المصري، محذرا من استغلال حدث مؤتمر المناخ لتشتيت الانتباه عن القضية الوجودية الأكثر إلحاحا وأهمية، لذا وجب التركيز عليها دون بخس الجهد القائم بقمة المناخ. من جانبه وصف النائب المصري مصطفى بكري تعهد ريتشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني بإثارة قضية علاء عبد الفتاح مع المسؤولين المصريين ب (البلطجة) لأن “هذا يمثل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية المصرية”. رد الفعل المصري جاء على خلفية تصاعد الضغوط الدولية المتثالية للافراج على أشهر سجين لدى مصر علاء عبد الفتاح حتى لا يتم إهماله للقاء مصير مرعب.فحسب بيان فولكر تورك المفوض السامي لحقوق الانسان فإن “عبد الفتاح في خطر كبير إضرابه عن تناول الماء يعرض حياته للخطر” موضحا انشغاله العميق بالموضوع حيث أثاره على” آليات أخرى لحقوق الإنسان في الامم المتحدة…..” كما حث الحكومة المصرية على “الإفراج الفوري عن عبد الفتاح من السجن وتزويده بالعلاج الطبي اللازم ” ، من جهتها عبرت رافينا شمدساني الناطقة باسم المفوضية السامية لحقوق الانسان عن أسفها الشديد “لأن السلطات المصرية لم تفرج بعد عن المدون والناشط المصري المعرضة حياته لخطر كبير” وعبرت عن قلقها لأن عائلة علاء لم تتمكن من الاتصال به” وكان الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش قد عرض قضيته مع السلطات المصرية على هامش مؤتمر المناخ بشرم الشيخ فيما تباحث الرئيس الأمريكي بايدن مع نظيره المصري السيسي نفس الموضوع خلال حفل الافتتاح في زيارته الخاطفة لشرم الشيخ.المستشار الألماني أولاف شولتس من جهته وبنفس المناسبة وجه نداء بضرورة إيجاد “قرار يمكن من الإفراج عن علاء حتى لا ينتهي اضرابه عن الطعام بالموت” ف”الموقف بالغ التوثر وينبغي ان نخشى من يقود ذلك إلى نتائج مروعة” . مقرر الامم المتحدة لحرية التجمع كليمان فول والناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ أعلنا في تدوينتين متفرقتين انضمامهما لكل الدعوات للإفراج عن علاء المعتقل بسبب الحق في التعبير.
ويعد الناشط السياسي والمدون علاء عبد الفتاح 42 سنة واحدا من أبرز رموز ثورة الربيع المصري عام 2011 والتي اطاحت بنضام حسني مبارك، حيث تم اعتقاله عدة مرات بسبب انتقاداته للسياسات المصرية وعمل المؤسسات الشرطية؛ الجيش والقضاء مما تم اعتباره دعوة للعصيان حيث تم القبض عليه سنة 2021 والحكم عليه بخمس سنوات وتقود شقيقته حملة دولية للافراج عنه، وكان علاء قد تحصل على الجنسية البريطانية وهو بالسجن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock