الذكرى الخامسة والستين لانتفاضة قبائل ايت باعمران
متابعة ياسين هنون.
احتفت مدينة سيدي افني يوم أمس الاربعاء 23 نونبر 2022 وفي طليعتها أسرة المقاومة وجيش التحرير بتخليد الذكرى الخامسة والستين لانتفاضة قبائل ايت باعمران ضد الاستعمار الاسباني، والذي يتزامن مع الاحتفالات المخلدة للذكرى 47 للمسيرة الخضراء المظفرة، والذكرى 67 للأعياد الثلاثة المجيدة (عيد الاستقلال المجيد، “عيد العودة”، “عيد الانبعاث”)، وبهذه المناسبة ترأس السيد الحسن صدقي عامل صاحب الجلالة على إقليم سيدي افني بمقر المندوبية الإقليمية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير لقاء تواصليا مع أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، حضره كل من السيد رئيس المجلس العلمي المحلي، السادة المنتخبون والسادة رؤساء المصالح العسكرية والأمنية والسادة رؤساء المصالح اللاممركزة وفعاليات المجتمع المدني وممثلو الهيئات السياسية والنقابية.
بعد تأدية مراسم تحية العلم الوطني استهل هذا اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، اثر ذلك تناول الكلمة السيد العامل رحب من خلالها بالحضور مشيرا الى أن ذكرى انتفاضة قبائل ايت باعمران ستظل خالدة في وجدان ليس المنطقة فحسب وانما في وجدان جميع المغاربة وصفحة مضيئة في مسيرة بلدنا وعلامة فارقة في تاريخه ومنبعا تنهل منه الأجيال القادمة معاني العزة والولاء والانتماء، ومثالا يحتذى به في الإصرار على صون الكرامة ، كما قدم السيد العامل التحية ومشاعر المحبة والتقدير إلى رجال المقاومة و أعضاء جيش التحرير الحاضرين منوّها بتضحياتهم ومواقفهم الوطنية التي بصموا بها تاريخ بلدهم بمداد من الفخر والاعتزاز، وترحم على أولئك الذين أشعلوا الانتفاضة وقضوا نحبهم باذلين أنفسهم و أموالهم دفاعا عن بلدهم سائلا المولى عز وجل ان يصدق فيهم قوله تعالى “وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون” .
وأضاف السيد العامل في معرض كلمته ان الاحتفال بهذه الذكرى وغيرها من الذكريات الوطنية الغالية يهدف بالأساس الى تربية الناشئة على حب الوطن، ونقل الصورة الحقيقية للأجيال الصاعدة بأهم المحطات والأحداث الماضية ومواقف وبطولات وطنية عظيمة وفارقة في حياة بلدنا، كما أنها فرصة لضمان التواصل بين الأجيال لمواصلة النضال من أجل الوطن؛ نضال من أجل اكمال مسيرة البناء والتشييد، التي انطلقت مباشرة بعد الاستقلال والتي عبر عنها جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه في مقولته الشهيرة “لقد خرجنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر”، والتي سار على نهجها خلفه جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه منذ اعتلائه عرش أجداده حيث واصل بخطى ثابتة عبر مدارج العز والمجد والسؤدد والنهوض والرقي تحقيق عظيم المنجزات، فعمت إصلاحاته ومنجزاته كل جوانب الحياة. ومواصلة لمسيرة الجهاد الأكبر مسيرة البناء والنماء يشهد بلدنا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه العديد من الأوراش التنموية والإصلاحات الكبرى والمهيكلة ، همت بالأساس ادماج العنصر البشري في روح المبادرة والمقاولة ودينامية الخلق والابداع وحركية التغيير الديمقراطي واستدراك النقص الحاصل على مستوى المؤشرات الاجتماعية في مسار التنمية، عبر إطلاق ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إضافة الى العديد من البرامج ولاسيما النموذج التنموي الجديد، وورش تعميم الحماية الاجتماعية، وهو ما يعكس العناية الفائقة التي يوليها جلالته للعنصر البشري باعتباره الركيزة الأساسية لأي تنمية منشودة.
وفي كلمة السيد رئيس المجلس الإقليمي بالنيابة اعتبر أن هذه المناسبة فرصة لاستحضار أطوار ملحمة الاستقلال الخالدة وما بذله اباؤنا وأجدادنا بقيادة العرش العلوي المجيد في سبيل نصرة القضية الوطنية ومناهضة الاستعمار الأجنبي والدفاع عن مقدسات البلاد وثوابتها، وأشاد بالجهود التي يبذلها جميع المتدخلين وعلى رأسهم عامل صاحب الجلالة على إقليم سيدي افني في مسيرة البناء والتنمية عبر اطلاق العديد من المشاريع التنموية همت مختلف القطاعات وساهمت بشكل إيجابي وفعال في دعم البنيات التحتية الأساسية بالإقليم، مضيفا أن مؤسسة المجلس الإقليمي في إطار برنامج تنمية الإقليم حريصة على التنفيذ الأمثل لمختلف المشاريع ذات البعد الاجتماعي حسب الجدولة المعتمدة وذلك من أجل المساهمة في الاستجابة لإنتظارات الساكنة .
كما اعتبرت السيدة نائبة رئيس المجلس الجماعي لسيدي إفني في كلمتها بأن تخليد ذكرى انتفاضة قبائل ايت باعمران فرصة سنوية لنتذكر ونترحم على أولئك الذين كافحوا وضحوا بأرواحهم من أجل تخليص هذه الرقعة من الوطن من مهانة الاحتلال الغاشم، وهي كذلك فرصة لمواصلة مسيرة العطاء والنماء لتحقيق تطلعات ساكنة المدينة.
بعد ذلك قدم السيد المندوب الإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير كلمة باسمه وباسم اسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، مذكرا من خلالها بأن قبائل ايت باعمران انطلاقا من إيمانهم القوي بعدالة قضيتهم الوطنية ورغبتهم في التحرر والانعتاق من الاستعباد والاستغلال، انتفضت من داخل صفوف جيش التحرير بالجنوب المغربي، وتفاعلت مع كافة المحطات النضالية التي خاضها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المنيف لاستكمال مسلسل التحرير. بعد ذلك استعرض السيد النائب البرنامج المعد من طرف النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لسيدي إفني، بشراكة وتعاون مع عمالة الاقليم والمجلس العلمي المحلي والمجلس الإقليمي لسيدي إفني والمجلس الجماعي لمدينة سيدي افني والمصالح اللاممركزة وفعاليات المجتمع المدني وأسرة المقاومة وجيش التحرير بإقليم سيدي افني احتفاء بهذه الذكرى الغالية.
وعرفانا بتضحيات رجال المقاومة أشرف السيد العامل على توزيع حوالات مالية على عدد من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير بإقليم سيدي إفني همت مجالات التشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي وواجب العزاء والعسر الاجتماعي.
وفي اختتام هذا الحفل رفعت برقية ولاء وإخلاص للسدة العالية بالله أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده من أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير وكافة ساكنة إقليم سيدي إفني معربين فيها عن ولائهم وإخلاصهم وتعلقهم بأهداب العرش العلوي المجيد. كما رفعت أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يحفظ مولانا الهمام بعينه التي لا تنام وأن يشد أزره بولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير الجليل المولى الحسن وبصنوه السعيد الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة العلوية الشريفة. وأن يتغمد بواسع رحمته ومغفرته شهداء الوطن وفي مقدمتهم الملكين المجاهدين جلالة الملك محمد الخامس ورفيقه في الكفاح جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما واسكنهما فسيح جناته.