مقالات و آراء

“لو تعلم…” مقال راي بقلم: عائشة الشقوندي/ المغرب.

فوز اسود الاطلس في مونديال قطر 2022 هو وليد رسالة ملكية سامية.

لم تكن الإنجازات التاريخية المتميزة لاسود الاطلس، في مونديال قطر 2022, وليدة فراغ، بل هي ثمرة عمل جاد واستراتيجية مدروسين، وبعيدي المدى. وضع أسسهما صاحب الجلالة، الملك محمد السادس، نصره الله، لتطوير الرياضة وكرة القدم بالمغرب.

فقد وجه صاحب الجلالة رسالة سامية إلى المشاركين في المناظرة الدولية، التي نظمتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بالصخيرات بتاريخ 24 و 25 اكتوبر 2008, والتي تبلورت في تاريخ 18 يوليوز 2017، تحت شعار: “كرة القدم الافريقية هي رؤيتنا”.

لقد ركزت الرسالة الملكية السامية على تصميم “خارطة الطريق لوضع سياسة عامة للقطاع الرياضي”، اذ وصفت مستوى الرياضة المغربية آنذاك بالمستوى “الضعيف”، مما “ساهمت في إبراز العديد من مشاريع الإصلاح، وسبل إعادة هيكلة القطاع.” وذلك في خطاب صاحب الجلالة المشير الى: “… الحكامة الجيدة للهياكل التسييرية وتحسين جودة التكوين، وتطوير البنيات التحتية، وتوفير متطلبات ولوج عالم الاحتراف، وتعزيز آليات تسويق المنتوج الكروي الافريقي، وإيجاد التوازن بين تطوير كرة النخبة والكرة الجماهيرية.”

فبعد خيبة الامل التي كانت تطبع المسيرة الاخيرة للمنتخب الوطني المغربي تحت قيادة المدرب وحيد خليلهودزيتش، استطاع المدرب الوطني، وليد ركراكي، من جهة، وفي زمن قياسي جد قصير، مدته فقط بضعة اشهر، من تكوين فريق وطني من ستة وعشرين لاعبا، فريق يتمتع بالتماسك والروح القتالية الجماعية، بحرفية عالمية، وتنافسية قوية، وغيرة وطنية صادقة، وقيم انسانية راقية.

ومن جهة خرى، لعبت كل هذه القيم الاصيلة، إلى جانب كفاءة ومهارة مدرب الفريق، وقوة إيمانه بنواياه الحسنة وطاقاته الايجابية، دورا هاما في فوز اسود الاطلس على اقوى الفرق الأوروبية امثال: المنتخب الكروواتي، والمنتخب الاسباني، ثم على المنتخب الكندي، والمنتخب البرتغالي، وبالتالي استطاعوا بلوغ المربع الذهبي في الدور النهائي، وحيازة المرتبة الرابعة للبطولة العالمية، كاول منتخب عربي، امازيغي، افريقي، وإسلامي.


جذير بالذكر وصف فوز المنتخب المغربي في مونديال كاس قطر 2022, بالإنجاز الاستثنائي، الذي جعل الحلم يتطور الى رغبة بفضل الاداء المتميز، والارادة القوية ليصير فوزا حقيقيا. نعم فوز شهد به العالم بأكمله للمنتخب المغربي، وعن جدارة واستحقاق.

فتالق اسود الاطلس في مونديال قطر 2022, ما هو الا نتاج عمل شاق، باسم الإصرار والتحدي، رغم معاناة أغلب عناصر المنتخب الوطني من إصابات جسدية، ليصير “المستحيل ليس مغربيا”. (يتبع)

بقلمي: عائشة الشقوندي/المغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock