مقالات و آراء

كنا في حاجة لرقصة البطريق( حكيمي) وليس لرقصة الحاج السيمو

ذ.محمد البدوي يكتب هل كان الجمهور القصري في حاجة لرقصة الحاج؟ وهل يا ترى كانو في حاجة إلى ذاك المشهد التراجيدي البئيس، حيث يتقدم السيد الرئيس ويرمي بقبعته السحرية ، أمام المنصة الشرفية بين يدي وصول اللاعب الدولي أشرف حكيمي، وليس بينه وبين هذا البطل إلا بضعة أمتار .
كلنا استمتعنا بمشاهدة رقصة عمي الحاج، ولكننا لم نحضى برؤية اللاعب حكيمي الذي جئنا من أجله.
هل حج هذا الجمهور الغفير عن بكرة أبيه ليحضى برقصة السيد الرئيس؟
لماذا سرق الفرح من قلوب الجماهير القصرية التي حجت لتكتحل برؤية هذا النجم ؟
خرجت من الملعب كما خرج الآلاف من أمثالي قبيل المغرب بربع ساعة، خرجت أمسح الدمع من مقلتي ابني وسيم ذي العشر سنوات ، والذي كان السبب المباشر في حضوري لهذا الاستقبال، خرج وسيم وقلبه يتفطر حسرة وأسى ، كونه لم يظفر برؤية اللاعب الدولي أشرف ، وكأنه يعاتبني على تقصيري تجاهه، وكان حلمه وحلم آلاف الأطفال من أترابه أن يحضوا برؤيته.
كان وسيم يحلم بأخد صورة تذكارية مع حكيمي وكان قد طلب مني أن أصحبه حتى يظفر بتوقيع بدلته الرياضية التي اشتريتها له بمناسبة وصول المنتخب الوطني المغربي للمربع الذهبي.
تبخرت أحلام وسيم ومعه كل الذين حجوا لهذا الملعب، الذي سيبقى وصمة عار في قلوب هذه الجماهير .
خرجت من الملعب على وقع شعار ” وا على شوهة!!!! وا على شوهة !!!!!”
دخلت الملعب كباقي المتفرجين ، وقصدت مكانا قصيا بعيدا عن الزحام ، والساعة تشير إلى الثالثة مساء ، قلت: هي فرصة نستمتع باستعراض بعض الفرق الرياضية بالمدينة ، ثم مشاهدة المبارة الودية بين قدماء المنتخب الوطني المغربي ومنتخب النادي القصري .
وفي خيالي أن هذه المبارة مهمة للغاية وخاصة ان فيها خيرة اللاعبين الذين مثلوا الوطن خير تمثيل منهم ( ابن القصر الكبير البار عبد السلام الغريسي ، ومصطفى الحداوي، وعبد الرزاق خيري صاحب ملحمةمونديال 1986ورشيد الطاوسي، والزايري ….)، الذين حضروا لهذه المدينة، ولم يؤبه بهم ، ولا من يهتم لأمرهم ، وكأنهم نكرة، وهم الذين صنعوا لنا الفرحة ونحن صغارا ، وهم الذين ارتبطت بهم ذاكرتنا، وكم كنا سنسعد بتكريمهم ، ونحن نربط الحاضر بالمستقبل، ومن خلالهم نلتفت للتاريخ، ومن لا تاريخ له فلا مستقبل له.
وا آسفاه على أولائك الذين أبلوا البلاء الحسن، في إنجاز تلك الجداريات الجميلة والرائعة من الفنانين التشكيليين والذين أبدعوا في رسومات اللاعب الدولي أشرف حكيمي، ولم يلتفت لهم، وتبخرت أحلامهم وهم ينتظرون أن تتاح لهم الفرصة، ليقدموا أعمالهم العظيمة بين يدي البطل أشرف حكيمي، فيشكرهم على صنيعهم فيفرحون كما فرح هو بهذا الإنجاز.
ونحن ننتظر أشرف ، والمباراة في بدايتها إذ وصل النجم يتقدمه البطل ، وكان الناس في أمس الحاجة ان يظهر حكيمي وهو يرقص رقصة البطريق، لكن خاب ظنهم ، فعوقبوا وأنا معهم برقصة السيد الرئيس.
ترى لماذا استكثر السيد الرئيس على ساكنة المدينة ، استقبالا يليق بتاريخ هذه المدينة ، ألم يكن الأجدر به عوض أن يدخل ويتزعم فريقا من ثلاثمائة وازدادوا تسعا من حوارييه ومقربيه يتوسطهم حكيمي ، الذي كاد يختنق وسط رهط عمي الحاج؟
أليس من الأفضل أن يدخل اللاعب أشرف الملعب ومعه فقط رجلان؟
عن يمينه اللاعب الدولي السابق عبد السلام الغريسي ، وعن يساره أحد الوجوه الرياضية المجمع على مكانتها وقيمتها في مجال كرة القدم في المدينة، ويقوم اللاعب الدولي أشرف بطواف حول الملعب ، يشير بكفه اليمنى إلى الناس ، والناس تصفق له بحرارة ، ويرسلون له قبلات حارة، وترتفع زغاريد الأمهات اللائي حضرن مبكرا إلى جنبات الملعب صحبة فلذات أكبادهن؟
وكانت الأجواء ستكون احتفالية، والكل يلزم مكانه، وأصوات المشجعين ترتفع ب : أشرف أشرف أشرف…..
سير سير سير سير سير……
وعمي الحاج ومن معه من الضيوف الكرام ، يجلسون في المنصة الشرفية ، ينتظرون السيد أشرف أن يأخد مكانه جنب كرسي عمي الحاج .
أو ليس من حق الوفد المرافق للسيد الرئيس، بعد وجبة غداء دسمة أن ينعموا بقسط من الراحة ، لا يبرحون أماكنهم حتى لا يتضايق منهم الجمهور؟
أو لم يكتفوا برؤيته هناك ، حيث الموائد ولا فوائد ؟
قمة العار والشنار أن يحضر الجمهور أكثر من ثمان ساعات ولم يظفر برؤية حبيبهم ولاعبهم المفضل حكيمي؟
ما ذنب وسيم و آلاف الأطفال والشباب والشيوخ وحتى النساء من هذا العبت ؟
ثم ماذا لو جعل السيد الرئيس للناس قاطبة حظا من هذه الزيارة التي ظل يغني بها ما يزيد عن الشهرين أو الثلاث، في شارع من شوارع المدينة وحبذا لو جعل شارع طريق العرائش، من المحكمة الابتدائية إلى ضريح مولاي علي بوغالب، حيث تصطف الساكنة على جنبات هذا الشارع ويمر الموكب متثاقلا حتى يراه كل الناس ، فيفرح الناس ويفرح السيد حكيمي.
تنظيم أقل ما يقال عنه أنه بئيس ، ينم عن الاستخفاف بالساكنة والاستهتار بها .
الكل يجمع على سوء التدبير وسوء التنظيم .
جريمة بشعة ارتكبت في الملعب ، على مرأى ومسمع الصحافة والإعلام .
للأسف كان هذا الاستقبال سيضيف رصيدا لرئاسة المجلس ، لكنه انقلب وبالا عليه ، وكم كنت أرجو أن يكون بعض مسؤولينا لهم من النضج والرشد ما يمنعوا ما وقع ، لكن ترى لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.
وفي الأخير شكراً لك أشرف حكيمي على هذه الزيارة، وعذرا على سوء الاستقبال الخارج عن إرادتنا .
وعذرا ولدي وسيم حيث لم أستطع أن أحقق لك ما كنت تحلم به ( رؤية أشرف حكيمي).
ومعذرة من بعض تلامذتي الذين طلبت منهم الذهاب لاستقبال اللاعب الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock