كلمة السيد وزير النقل واللوجستيك خلال المعرض الدولي للنقل واللوجيستيك باكادير.
بسم الله الرحمان الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
السيد رئيس جهة سوس ماسة،
السيد رئيس المعرض الدولي للنقل واللوجيستيك – LOGISMED
السيدات والسادة الرؤساء والمدراء العامون،
حضرات السيدات والسادة،
أود بداية أن أستهل كلمتي بالترحيب بجميع الحاضرين في هذا اللقاء الجهوي للوجيستيك والذي يحل في محطته الثانية بجهة سوس ماسة. كما أود بهذه المناسبة، أن أرحب بالسيد غسان المشرافي وأهنئه على الثقة المولوية الغالية والتي بمقتضاها تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بتعيينه مديراً عاما للوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجيستيكية، متمنيا له النجاح والتوفيق في أداء مهامه الجديدة.
حضرات السيدات والسادة،
يشكل هذا اللقاء منصة للتبادل تدعو مختلف الجهات الفاعلة في قطاع اللوجيستيك للعمل جاهدة على جعل هذا القطاع رافعة لمواكبة دينامية التنمية التي تعرفها بلادنا ومناقشة الإشكاليات اللوجيستيكية الخاصة بكل جهة.
فقد أصبح قطاع اللوجسيتيك يشكل عاملا مهما مساعدا على هيكلة الاقتصاد المحلي من شأنه تسريع وتيرة النمو بالمجالات الترابية التي تسعى إلى إحداث قيمة مضافة وفرص شغل جديدة. وقد أظهرت بجلاء الأزمة الصحية المتعلقة بفيروس كورونا أن قطاع اللوجيستيك شكل عامل مناعة وصمود في ظل وضعية عالمية صعبة وتغيرات عديدة عرفتها السلاسل اللوجيستيكية للإمداد على الصعيد الدولي. وذلك لأن المغرب، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، نهج مقاربة استباقية تمثلت في الاستثمار في بنيات تحتية للنقل المتعدد الأنماط ذات مواصفات عالمية.
ومطلوب منا اليوم مواصلة المجهودات لتثمين هذه المكتسبات المهمة من خلال تسريع تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية التنافسية اللوجيستيكية.
حضرات السيدات والسادة،
لقد تم اختيار جهة سوس ماسة لاحتضان النسخة الثانية من هذا اللقاء الجهوي للوجيستيك بالنظر للتطور الذي تعرفه الجهة في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والفلاحية والتي تحتاج إلى مواكبة مناسبة عبر قطاع لوجيستيكي فعال وناجع.
وبفضل التوجيهات الملكية السامية، أعطيت الانطلاقة لعدد من المشاريع المهيكلة بالجهة، لاسيما مشروع ربط مدينة أكادير بالطريق السيار ومشروع إنشاء الطرق السريعة التي تربط أكادير بالأقاليم الجنوبية، فضلا عن مشاريع أخرى تندرج ضمن برنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024). وستمكن هذه المشاريع من وضع بنية تحتية حديثة وفعالة رهن إشارة النسيج الاقتصادي للجهة مما سيمكنها من الارتقاء لتصبح قطبا لوجيستيكيا مركزيا للمملكة.
وفي هذا السياق، شرعت وزارة النقل واللوجيستيك، من خلال الوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجيستيكية، وبتعاون وثيق مع شركائها، في تنزيل الاستراتيجية الوطنية للوجيستيك على مستوى الجهة. وقد مكنت الجهود المبذولة في هذا الإطار من إعداد المخطط اللوجيستيكي التوجيهي لجهة سوسة ماسة الذي يهدف لتأمين المستقبل اللوجيستيكي للجهة بالإضافة إلى تخطيط وهيكلة مشاريع مناطق لوجيستيكية تلبي الحاجيات اللوجيستيكية التي تم تحديدها بناء على تحليل المؤشرات الاقتصادية للجهة وتدفقات السلع بها مع مراعاة جميع خصائصها المونوغرافية.
وبهدف بدء تنزيل هذا المخطط، أعطيت الانطلاقة في ماي2021 للأشغال الخاصة بتهيئة الشطر الأول للمنطقة اللوجيستيكية جنوب آيت ملول التي تتموقع على الطريق السريع رقم 1 (N1) بالجماعة الترابية القليعة، والتي تشمل أشغال التهيئة داخل وخارج الموقع للشطر الأول للمشروع على مساحة تمتد على 45 هكتار. ويقدر المبلغ الإجمالي لهذا الاستثمار بحوالي 350 مليون درهم، تشمل مساهمة لجهة سوس ماسة تقدر ب 100 مليون درهم.
ويهدف هذا المشروع، الذي تسهر الوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجيستيكية على تنزيله بدعم من جهة سوس ماسة والسلطات المحلية ومختلف المتدخلين، إلى أن يصبح مركزا حقيقيا لخلق القيمة المضافة اللوجيستيكية من خلال تطوير بنية تحتية لوجيستيكية حديثة تتكون من منشآت عقارية عالية الجودة تتوافق مع الأنشطة الاقتصادية لجهة سوس ماسة، والتي سيتطلب تطويرها جذب استثمارات مهمة من القطاع الخاص.
ومن المنتظر أن تنعكس فوائد المنطقة اللوجيستيكية المستقبلية جنوب آيت ملول إيجابيا على جهة سوس ماسة بأكملها. إذ سيمكن تطوير هذه المنطقة من تجميع وتنظيم التدفقات الرئيسية للبضائع التي تعبر الجهة، بما في ذلك التدفقات المتعلقة بالتوزيع والمواد الفلاحية ومواد البناء والحبوب.
وسيساهم تطوير هذه المنطقة في تعزيز مكانة جهة سوس ماسة كمنصة مركزية للتبادل التجاري بالبلاد ودعم القدرة التنافسية للمقاولات المستقرة بالجهة من خلال خفض التكاليف المتعلقة بالخدمات اللوجيستيكية وهيكلة نسيج المقاولات الصغرى والمتوسطة وإدماج الأنشطة اللوجيستيكية الغير مهيكلة، مما سيساهم في الرفع من جاذبية الجهة للاستثمارات الوطنية والدولية.
حضرات السيدات والسادة،
في إطار ترشيد السلاسل اللوجيستيكية، تعتزم الوزارة تبني مقاربة عبر إعداد مخططات عمل جهوية تهدف إلى تحديد وإطلاق مشاريع جهوية لتنظيم وتجميع أروجة البضائع وترتبط أهم الدوافع إلى اعتماد هذه المقاربة في:
• التوافق مع أهداف النموذج التنموي الجديد للمغرب حيث تحتل الجهة مكانة مركزية،
• والتفعيل الأمثل للمناطق اللوجيستيكية المزمع إنشاءها بمختلف جهات المملكة،
• والرفع من مستوى النضج اللوجستيكي والقدرة التنافسية للفاعلين الاقتصاديين المحليين بما يمكن من تحقيق نوعي للعدالة المجالية والمساهمة في التنمية المستدامة للجهات.
ومن أجل تنزيل هذه المقاربة الجديدة وإعداد مخططات العمل الجهوية المتوخاة لتحسين التنافسية اللوجيستيكية لأروجة البضائع، تعتزم الوزارة من خلال الوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجيستيكية القيام بعدة خطوات تمكن من إعداد مشاريع خطط العمل الجهوية مع تحديد المسؤوليات ومصادر التمويل وآجال التنفيذ بما يمكن من تفعيل أمثل للإجراء ات المتوخاة وضبط لجميع مستلزمات الإنجاز الفعال على أن تبدأ هذه المبادرة من جهة سوس ماسة التي تعرف تطوير أول منطقة لوجيستيكية من طرف الوكالة.
وفي الختام أود أن أشير إلى أنه بقدر ما هناك تحديات متعلقة لاسيما بتعبئة الوعاء العقاري الموجه لاستقبال المناطق اللوجيستيكية وتمويلها، هناك أيضا آفاق لتطور قطاع اللوجستيك تتمثل في الإمكانات المستقبلية المتاحة من أجل تطوير خدمات لوجيستيكية عصرية واعتماد الرقمنة واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تدبير وتحسين السلاسل اللوجستيكية.
هناك أيضا إمكانات عديدة لتقديم حلول لوجيستيكية تعتمد على البحث والتطوير تساهم أيضا في إدماج القطاع في دينامية من التنمية المستدامة تحافظ على البيئة وتخدم الاقتصاد الوطني.
وستتاح لنا الفرصة خلال مختلف الورشات المبرمجة في هذا اللقاء للتطرق بشكل مفصل إلى مواضيع بارزة تهم تطوير اللوجيستيك بجهة سوس ماسة وتحفيز بروزها كقطب لوجيستيكي إفريقي.
وأخيرا، أود أن أهنئ المنظمين الذين سهروا على عقد هذا اللقاء على حسن التنظيم وحفاوة الاستقبال وأشكركم على حسن استماعكم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته