مقالات و آراء

بويزكارن بين الإشعاع الثقافي والتراجع التنموي.

رغم كل التحولات والتحديات، لا تزال مدينة بويزكارن تحتفظ بشيء من ذلك البريق القديم الذي جعل منها ذات يوم منارة للعلم، والثقافة، والنضال. ماض مجيد لا يزال يلقي بظلاله على حاضر يئن تحت وطأة التهميش والتراجع، لكنه في الوقت نفسه، يغذي روح الأمل والمقاومة لدى أبنائها.
كانت بويزكارن بالأمس القريب تضرب بها الأمثال في النباهة الفكرية، والنقاش السياسي الحر.
مدينة كانت تحتضن السينما، وتزخر بالملاعب، والمراكز الثقافية، والمستشفى العسكري، فضاءات شكلت فيما مضى ركائز أساسية لحياة مدنية متقدمة ونشطة. واليوم، يجد الزائر نفسه أمام واقع مغاير، عنوانه الأبرز: غياب أبسط مقومات العيش الكريم.
لكن، ورغم كل هذا الانحدار، فإن بويزكارن لم تفقد روحها، ولم تطفأ شمعة التعايش التي ميزتها لسنوات طويلة. لا تزال المدينة تنجب الكفاءات، وتصدر الأطر العليا لمؤسسات الدولة، وتحتضن نخبة مثقفة قادرة على التغيير إذا ما وجدت الإرادة، وتوفرت النية الحسنة، وتم تغليب مصلحة المدينة على المصالح الشخصية والظرفية الضيقة.
المرحلة التي تمر بها بويزكارن اليوم ليست قدرا محتوما، بل هي لحظة يمكن أن تتحول إلى نقطة انطلاق، إذا ما اجتمع أبناؤها على مشروع جماعي يستهدف استعادة الدور الريادي الذي لعبته هذه المدينة كبوابة ثقافية وتاريخية للصحراء المغربية.
فبويزكارن، بكل ما تحمله من رمزية وتاريخ، لا تستحق أن تترك فريسة للنسيان. بل تستحق أن يناضل من أجلها، وأن يستعاد مجدها، وأن تستثمر طاقاتها، لتعود إلى موقعها الطبيعي كواحدة من الحواضر المغربية الأصيلة.
لان بويزكارن … ما يزال فيها ما يستحق النضال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock