مقالات و آراء

المرأة عماد الأمة ( الجزء الثالث )

بقلم ذ، شني عبد الصمد

حينما تختار المرأة أن تكون حرة حرية مثالية لا نقص فيها، ينبغي أن تفهم معها أن المجتمعات الذكورية تحاكم هدفنا الأسمى الذي أقره مالك الكون، فتصبح رجلا بألف رجل، تصارع من أجل إرادتها حتى تحقق لنفسها العدالة الكونية، ومع ذلك تستمر وتستمر لتصنع لنفسها إستقلالية مادية وعاطفية، وفي غالب الأحيان تضطر العيش وحيدة خارج قلب رجل ربما لم يعرف بعد قدرها وقيمتها وقت كان طفلا ضعيف البنية والإدراك..

تقول الكاتبة المتميزة د. نوال السعداوي، في كتابها -الوجه العاري للمرأة العربية-
“… الحرية لها ثمن، تدفعه المرأة المتحررة من صحتها وراحتها ونظرة المجتمع العادية لها، لكن المرأة أيضاً تدفع ثمن العبودية والخضوع من صحتها وشخصيتها ومستقبلها، والأفضل للمرأة أن تدفع الثمن فتكون حرة، على أن تدفع الثمن وتظل عبْدة.
وفي رأيي أن الثمن الذي تدفعه المرأة في العبودية (رغم الرضى والأمن الاجتماعي) أشد من الثمن الذي تدفعه في التحرير (رغم التهديد وعداء المجتمع)، ولا شك أن استردادها لنفسها وشخصيتها وإنسانيتها الكاملة أهم من رضا المجتمع الرجولي عنها…”

يعني ذلك أن يكون لها قدرة على إختيار تعليمها، وزوجها وعملها ودينها، وأن تكون مواطنة حالها حال الرجل وليس لهذا الأخير أي وصايه عليها، أما الواقع الحالي فهو عكس ما سبق ذكره تماما، إذ أن —وصاية الرجل السلبية— لا زالت تخنقها وتضرب انسانيتها في العمق، فلا غرو ان اختار لها لباسها وأكلها وشربها وتعليمها وعملها وزوجها…، لكن تحت اختيارها المقدس المبني على إرادتها الكاملة دون نقصان..

(راجع: مقالة:” حرية المرأة”،
موقع موضوع، كتبت بواسطة: أفنان الفواعير – آخر تحديث: ٠٨:١٥ ، ١٠ سبتمبر ٢٠١٤).

أجل، إن إستقلالية المرأة جزء لا يتجزأ من حريتها، قال عمر الفاروق:” متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا “، فلا يكفي أن نحقق لها الأكل والشرب، دون أن نمنحها أمل الابتكار وتحقيق الذات، والعدل الإلهي، ألم تكن وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قال:” استوصوا بالنساء خيرا…”؟ فلماذا لا نقيم لها وزن الوصية؟ ونعطيها حقها ونزيد؟..

إنني متيقن أن روح الأنثى يمنع التخلي عن كيان لطيف ذو حس مرهف سرمدي لا بداية له ولا انتهاء، ويصنع لنا صورة نقتضي أثرها في معظم مسافات الطريق، والمعارض في ذلك إن صنع أحبولة يعتقد أنها أقوى مما كان ومما سيكون، فهو ضرب من عدم، لا تأثير له على القوى الداخلية للمرأة التي لا يخترقها إلا لبيب..

فمهما كانت المرأة أشد ضراوة في الدفاع عن كرامتها التي تشبه عود الثقاب القابل للاشتعال في أي لحظة، فإنها تعشق صرخة تصرخها في وجه كل متعجرف أراد المس بها والتقليل من سمعتها وحقها الانساني، تلكم التي تحب رجلا واحدا دون غيره من الرجال، فتحفظه في غيبته وحضوره، ولا تجد الاستقرار العاطفي والأسري… إلا معه..

يتبع……….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock