مقالات و آراء

الجهل المقدس — الفضيحة — الجزء الثاني —

بقلم ذ، شني عبد الصمد

الحرية المطلقة عندي هي حاجة تقتضي ترك ما يعنيك، وتوفير جزء معين من اللياقة لفرد أو أكثر يعشق العيش بعيدا عن ردهات تدخلك الدائم في شؤونه وأحواله، إن كنت تريد أن تعيش حرا يضبط حقوقه والتزاماته، فحاول قدر المستطاع التشبث بوضع مسافة بينك وبين غيرك، ودعمهم يعيشون كما يتمنون، ولا تسرق منهم فرحتهم التي من الممكن أن تكون قصيرة، وتمناها لو كانت طويلة، فكل واحد منا له طريقته في اختيار نموذج لحريته، وفي الغالب يعي مسؤوليته وآثار هذه الحرية عليه، فهل ستحاسب مكانه إن خالف ما يمليه عليه الضمير؟ أو خرج عن طوع القانون؟ أو ثار عن المقومات الأساسية للمجتمع التي تراها مثل الضوء الأحمر يجبر الكل على احترامه؟ لكنه يظن عكسك تماما..
لذا أوصيك ونفسي، حاول ترك ما لا يعنيك لأنه يغنيك عن كل شيء..

فكلما أقمت حكما مسبقا على الناس من غير أن تدرس مستوياتهم المعرفية والفكرية، تكون قد مسكت قنبلة موقوتة تجعل منك ببغاء يردد ما يسمع، والأصل أن يكون لك فكر مسبق يمكنك من إصدار رأي تجاه شخص معين، قائم على ما تراه العين التي لا تخطئ، أما ما تسمعه الأذن فغالبا ما يندثر مع الريح كما تندثر الأطلال ولم يبق منها أثر، لأن لغة العين لا يقرأها إلا الفطن، وهذا الأخير تصيبه لغة الأذن بالاتكال، وأنت من كل هذا مجبر على مسك أذنيك ما استطعت، ومسك عينيك ما استطعت، وتحريرهما من كل شبهة، وتحريكهما إلا لمصلحة فضلى، فمن انذاع وفشا بين الناس ليس بالضرورة له قيمة وهدف..

إن نشر الفضيحة على نطاق واسع يبين بالملموس ما يعيشه الناس من فراغ فكري وديني، الأول يوقفهم بمنطقه، والثاني يمنعهم بردعه، لعدم الاعتداد بها ولحقارتها، فلا حاجة لأحد فيها…

وعليه، فإن الأمم المتحضرة تستحضر دوما الآثار التي تجنى من كل فعل يقومون به، معتمدين في ذلك عن المنطق الذي يقول:” إن لم يكن أخوك في الدين، فلا شك أنه أخوك فالإنسانية”…

لهذا ، فإني أرى أن الاستمتاع بالفضيحة جهل مقدس لا غرابة فيه ولا خلاف، نظرا لكون ضحيتها يصبح سريع الهزة والتأثر بما ينشر، أو قد يتعرضون للابتزاز الذي يجرمه القانون…

يتبع ……….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock