مقالات و آراء

المرأة عماد الأمة – الجزء الرابع-

بقلم ذ، شني عبد الصمد
…………………………………..

امرأة تشتكي الرسول صلى الله عليه وسلم قائلة :” رب الرجال والنساء واحد ، وأنت الرسول إلينا وإليهم، وأبونا آدم وأمنا حواء، فما السبب في أن يذكر الرجال ولا يذكرنا ؟”، وفي رواية ” قالت أم سلمة : يا رسول الله ، يغزو الرجال ولا نغزو ، ولنا نصف الميراث…؟ فأوحى الله لرسوله قائلا:” … وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ..” سورة النساء الآية 32.
كان لهذا السؤال أثر كبير على تحريك الوحي ردا على طلب امرأة أصبح لها ما للرجل وعليها ما عليه، ويبين طريقة النقد والحس الفكري اللذان كانا للمرأة آنذاك، ثم ينهض بضع منا ليسميها “ناقصة عقل…”
فالمتتبع اليوم ما آلت إليه حرية المرأة رغم النصوص القانونية المتطورة، لكنها سبقت المجتمع، وكل تشريع كهذا محكوم عليه بالفشل منذ أول تطبيق لفصل من فصوله، فكيف لنص كمدونة الأسرة لم يستوعبه غالبية المجتمع رغم أنه مستوح من الشريعة الإسلامية؟ وكيف لزوج يرفع دعوى التطليق للشقاق لأن زوجته تعاني من مرض بالجهاز الهضمي أو بالأحرى المعدة ؟ علما أن هذا الأخير ليس من الامراض المزمنة، ومن الواجب معالجتها حتى تعود لحالتها الأولى، لكن الرجل يفضل الاختيار السهل، وهو أبغض الحلال عند الله، أهو نكوص في الوازع الديني، أم أن الواقع المجتمعي يفرض ذلك؟
لا شك في هذا، فالقيم الفطرية و المكتسبة تقهقرت بشكل لافت، ونظام الأسرة أصبح خارج الإطار العائلي، حتى بات من المستحيل العيش في كنف أسري واحد، وظلت المرأة المطلقة أو الأرملة ينظر إليها نظرة مريبة وكأنهما أصل كل الشرور .

تقول الكاتبة أسماء المرابط في كتابها — النساء والرجال في القرآن : أي مساواة؟ ترجمة بشرى لغزالي– “… لا يمكننا… إلا أن نعجب من <المفارقة> الكبيرة الحاصلة اليوم بين رياح الحرية التي كانت سائدة في فترة الوحي، والوضع الراهن الذي تفتقر فيه العديد من النساء المسلمات عبر العالم، لفضاء محترم للعبادة في أكبر المساجد التي يبدو كأنها بنيت للذكور فقط، لكن الأخطر في هذا كله، هو أن أغلب المسلمين اليوم يعتقدون بأن تهميش النساء من الحقل والفضاء الدينيين يشكل جزء من الإسلام وخاصية من خصائصه، بحيث لا يجب إعادة النظر في هذه الهرمية المقدسة…”

يتبع ……….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock